عاجل

موسى: مكافحة الإرهاب ستدفع العلاقات "المصرية ـ الأميركية" إلى الأمام

قال عمرو موسى، الدبلوماسي إن مكافحة الإرهاب ستدفع العلاقات المصرية - الأميركية إلى الأمام لافتا إلى أنه بات على واشنطن أن تفكر أكثر من مرة قبل اتخاذ قرار معين تجاه القاهرة. وأضاف"موسى" لـصحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن الولايات المتحدة ابتعدت بمسارها عن مصر عندما حاولت إدارة الرئيس باراك أوباما حماية «الإخوان» بعد رفض الغالبية العظمى من المصريين لحكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، الأمر الذي تبدى في ثورة 30 يونيو. وتوقع عمرو موسى أن تشهد العلاقات المصرية - الأميركية تحسنا ملموسا خلال الفترة المقبلة في إطار الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب. وأشار موسى إلى ما عده تغيرا في النظرة الأميركية إلى مصر التي باتت تسير الآن في إطار ما وصفه بـ«العلاقات المتوازنة»، بدلا من «التبعية» التي ولى زمانها. وقال موسى، رئيس «لجنة الخمسين» التي صاغت الدستور المصري، لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك الكثير من القنوات التي تتناول العلاقات المصرية - الأميركية من عدة زوايا. وهو ما أبعد الخط الأحادي للتفكير الأميركي إزاء مصر. ويرى موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، أنه وفقا لذلك «فإنه يتضح أن النظرة الأميركية إلى العلاقات مع مصر تغيرت بالقطع.. ورأت واشنطن أن المسألة ليست ببساطة مجرد أن تتحدث فقط عن الإسلام السياسي، أو المنح أو المنع، بل لا بد أن تفكر أكثر من مرة قبل اتخاذ قرار معين تجاه مصر». ولا يرى السياسي والدبلوماسي المصري صلة بين زيارة السيسي المزمعة إلى نيويورك في إطار اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وما يتوقعه البعض من لقاء مشترك مع نظيره الأميركي باراك أوباما، وما يقوله مراقبون من أن هناك «رسائل مبطنة» ترسلها القاهرة إلى واشنطن قبيل الزيارة، من قبل الإعلان عن صفقة الأسلحة الروسية الضخمة، أو تأكيد الرئيس المصري إجراء الانتخابات البرلمانية قبيل نهاية العام الحالي، أو إشارة الحكومة المصرية إلى مراجعة قانون «تنظيم التظاهر» وإخلاء سبيل بعض الموقوفين على خلفيته. ويتوقع موسى أن يقرب ملف مكافحة الإرهاب في المنطقة بين وجهات النظر المصرية والأميركية، ويلطف كثيرا من مستوى العلاقات المشتركة التي شهدت تذبذبا على مدار أكثر من عام، خاصة مع وجود أهداف مشتركة بين البلدين وغيرهما في المنطقة والعالم، مشيرا إلى أنه «لا بد أن تكون هناك ملفات كثيرة داخل إطار العلاقة المشتركة». ويقول موسى: «لا توجد علاقة بين هذه الأمور وزيارة الرئيس للولايات المتحدة، ولا أرى علاقة بين قرار استكمال (خارطة الطريق)، وهو قرار مصري، والعلاقة مع الولايات المتحدة.. وكذلك تنويع مصادر السلاح، فإن أي دولة تحترم نفسها لا يصح أن تكون رهينة لقرار من دولة أخرى، لا بد أن تفتح الأبواب. وبالمناسبة، فإن كل الأسلحة التي أعلن عنها هي أسلحة دفاعية وليست أسلحة هجومية». وأكد موسى أن مستوى العلاقات المصرية - الأميركية المنظور يجب أن يكون على مستوى «علاقة الشراكة والمصالح المشتركة والمتوازية والمتبادلة، أما مستوى علاقات التبعية فقد انتهى عصرها». وتحدث موسى إلى «الشرق الأوسط» بينما يستعد بدوره للمغادرة إلى نيويورك في زيارة قصيرة إلى الولايات المتحدة الأميركية اليوم للمشاركة في الاجتماع السنوي لمعهد السلام الدولي بمدينة نيويورك، وهي رحلة منفصلة عن زيارة الرئيس المصري. وقال موسى إن الاجتماع يعقد على هامش انطلاق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويشارك فيه عدد من ساسة العالم ورؤساء الوزراء السابقين ووزراء الخارجية والمفكرين، متضمنا عددا من الوزراء الحاليين على مستوى العالم، لمناقشة القضايا الدولية الملحة على المستويات كافة وآثارها والتعامل معها، كما يأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة من الأحداث التي ينظمها المعهد هذا العام بمناسبة مرور مائة عام على اندلاع الحرب العالمية الأولى.