عاجل

ممارسة سياسية راشدة

انتهج حزب النور منذ تأسيسه سياسات راشدة ، نتج عنها مواقف تُكتب له في سجل التاريخ السياسي المصري الحديث بأحرفٍ من نور . وإن كان بعض المنافسين السياسيين للحزب يريدون تصويره مجرد ظل لحزب الحرية والعدالة ، وجماعة الاخوان المسلمين ، أو صدي صوتٍ لهم ، وليس رقماً مُهماً في الحياة السياسية يتمتع بالاستقلالية والرؤية الثاقبة . ويتوهم هؤلاء أن اختلاف وجهات النظر - الطبيعية بين البشر والكيانات - لم تبدأ بيننا إلا بعد 3 يوليه 2013 ، ويتناسى هؤلاء الحقائق التالية : - أننا لم نخض انتخابات 2011 / 2012 معهم في قائمة واحدة . - أننا رفضنا تقسيم لجان مجلس الشعب السابق علي أساس الاستحواذ ، وقد أشاد جميع المعارضين بهذا الموقف في حينه . - أننا رفضنا سحب الثقة من حكومة الدكتور كمال الجنزوري ، رغم تحفظنا على برنامج الوزارة . - أننا دعونا لعدم الدفع بمرشح رئاسي ذو مرجعية إسلامية ، فلما ترشح عدد منهم وصار أمراً واقعاً ، دعمنا الدكتور أبو الفتوح في الجولة الأولى . - أننا أنكرنا ما سُمي بملف الأخونة في لقاء رئاسي على الهواء مباشرة ، وطالبنا بمشاركة الجميع طبقاً لمعيار الكفاءة . - أننا تحفظنا على الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس الأسبق محمد مرسي في 22 نوفمبر 2012 . - أننا قمنا بزيارة نادي القضاة في وقت عصيب دعماً لاستقلال القضاء ، حتى طالب رئيس النادي المستشار أحمد الزند القضاة في جمعية عمومية لهم بالوقوف تحية لحزب النور على مواقفه الوطنية . - أننا طرحنا مبادرة لم الشمل التي وافقت عليها المعارضة وجبهة الإنقاذ ، وكانت بمثابة طوق نجاة لنجاح الثورة . - أننا رفضنا الحشد والحشد المقابل قبل 30 يونيو 2013 ، ولم نُسرِف كغيرنا في استخدام حق التظاهر السلمي ، حيث لم نُشارك إلا في مناسبتين فقط ، الأولى لرفض المبادئ فوق الدستورية " وثيقة السلمي " ، والثانية لدعم التداول السلمي للسلطة ، وتأكيد الآليات الديمقراطية ، والتي كان مُقرراً لها ميدان التحرير ، فلما أصرّ البعض على التظاهر هناك ، تم تغيير المكان ليُصبح أمام جامعة القاهرة بإصرار من حزب النور لتجنب الصدام بين المصريين . - ثم أننا انحزنا الي الوطن والصالح العام وشاركنا في وضع خارطة المستقبل في 3 يوليه 2013 ، ثم لجنة تعديل الدستور ، ثم الانتخابات الرئاسية الأخيرة . والبعض لا يتذكر إلا أن هناك سلفيون شاركوا في اعتصام رابعة العدوية ، ثم تحالف ما سُمِي بدعم الشرعية ، نعم ، ولكنهم لا ينتمون للحزب في غالبيتهم ، والقليل النادر ممن كان ينتمي للحزب منهم إما استقالوا أو أُقيلوا . والبعض الآخر يتحفظ على دعوة بعض الأفراد لمصالحة وطنية ، وكأنها لم ترد في خارطة المستقبل التي توافقت عليها القوى الوطنية في 3 يوليه 2013 ، وكأن الرئيس السيسي لم يكررها في أكثر من مناسبة ، وإن كانت تفاصيل هذه الدعوة تحمل أموراً كثيرة منها المراجعات ، والاعتذار ، والاحتواء في ظل عدالة انتقالية ، نص الدستور على وضع قانون لها بمعرفة مجلس النواب القادم في دور الانعقاد الأول له . وإن كان حزب النور لم يُختبر حتى الأن على المستوى التنفيذي ، إلا أنه شارك على المستويين السياسي العام والتشريعي والرقابي في إنجازات مهمة تمت بعد ثورة 25 يناير 2011 ، وذلك في البرلمان بغرفتيه " شعب وشورى " ، ومن ذلك : - تعديل بعض أحكام قانون الانتخابات الرئاسية رقم 174 لسنة 2005 وإقرار الفرز باللجان الفرعية وإعلان النتائج في حضور وكلاء المرشحين ووممثلين عن منظمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام . - تعديل بعض أحكام قانون القضاء العسكري رقم 25 لسنة 1966 وإلغاء المادة 6 التي كانت تتيح لرئيس الجمهورية إحالة مدنيين إلى القضاء العسكري . - تعديل بعض أحكام المرسوم بقانون رقم 242 لسنة 2011 بشأن الحد الأقصى للدخل وربطه بالحد الأدنى . - مناقشة موضوع الصناديق الخاصة . - مناقشة ملف الأموال المُهربة بالخارج . وبعد ... فهذه بعض الأمثلة لعل قارئ هذه السطور بعين الانصاف والتجرد ، يتأكد أن حزب النور ينحاز دائماً للوطن والصالح العام ، ولا يسعى لتحقيق مكاسب حزبية أو شخصية ضيقة ، وأنه ما زال لديه الكثير ليقدمه للشعب المصري العظيم في هذه الظروف الداخلية والإقليمية الصعبة .