عاجل

  • الرئيسية
  • تقارير
  • بالصور.. لغز مقتل ضابط سابق في عملية انتحارية لـ «داعش» يشعل الجدل.. "الدروي" من مرشح برلماني إلى داعشي

بالصور.. لغز مقتل ضابط سابق في عملية انتحارية لـ «داعش» يشعل الجدل.. "الدروي" من مرشح برلماني إلى داعشي

رغم إعلان وفاته مريضا في تركيا في نهاية شهر مايو الماضي، فإن صورة مع تعليق على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي فجرت الجدل في مصر ليلة أول من أمس حول حقيقة ومكان وفاة الضابط المصري السابق أحمد الدروي الذي ظهر كأحد الوجوه النشطة خلال ثورة 25 يناير عام 2011 وبعدها، مطالبا بإجراء إصلاحات جذرية في جهاز الشرطة المصري، الذي تسبب بذاته في إشعال ثورة الغضب. الصورة كانت للدروي حاملا سلاحا آليا بإحدى يديه ومسدسا في اليد الأخرى، مرتديا زيا أسود، بينما يبدو خلفه مدفع محمول على سيارة نقل، في أجواء تظهر أنه في سوريا.. أما التعليق، فكان من حساب أحد المحسوبين على تنظيم «داعش»، يقول فيه: «أحمد الدروي كان ضابطا في الأمن المصري ومرشحا لانتخابات مجلس الشعب، ثم تاب فنفر إلى أرض الخلافة، فنفذ عملية استشهادية». والأمر ذاته أكدته مواقع إخبارية متشددة مساء السبت، أبرزها موقع «أنا مسلم» التابع لـ«داعش»، حيث أعلنت أن الدروي قتل خلال «عملية تفجير استشهادية» نفذها في العراق. كاشفة عن مفاجأة مفادها أن الدروي هو نفسه «أبو معاذ المصري»، القائد العسكري لتنظيم «داعش» في تكريت، قائد كتيبة ما يسمى «أسود الخلافة»، والذي أعلن الجيش العراقي عن مصرعه في 4 يوليو الماضي. وأشار عدد من المنتمين إلى التنظيم إلى أن الدروي كان القائد العسكري لجماعة «جند الخلافة» في اللاذقية بسوريا، والتي بايعت «داعش» لاحقا. وقال «جهادي» يدعى «أبو مصعب المصري» على حسابه في موقع «تويتر» إن الدروي «كان مترددا في بيعة (داعش) بداية الأمر، وكان يبحث ويتحرى الأخبار حتى يبايع ومن معه على بينة من أمرهم، خاصة مع كثرة الشائعات والأكاذيب التي يروجها الخصوم.. وكان مما طمأنه لمنهج (داعش) وحثه على بيعتها أنه عندما كان يلتقي بجامعي التبرعات والممولين في تركيا، كان البعض يشترطون عليه محاربة (داعش) مقابل الدعم المادي». الغريب في الأمر أن الدروي أعلن عن وفاته في نهاية مايو الماضي، ورغم أن مواقع «داعش» لم تحدد تاريخ تنفيذ الدروي لعمليته التي قتل خلالها، فإن الرائج في مصر كان أن الدروي مات في تركيا متأثرا بمرضه، حيث كان يعالج هناك من مرض عضال، وأشيع أيضا أنه مات خلال عملية لاستئصال ورم سرطاني. وأقامت أسرته عزاء بالفعل، تلقت خلاله وابلا من التعازي من الناشطين المحسوبين على ثورة 25 يناير. وظهر الدروي كوجه بارز وفاعل في ميدان التحرير بوسط القاهرة خلال الـ18 يوما التي شهدتها مصر خلال تلك الفترة حتى تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك عن الحكم، بحسب ما يرويه أغلب من شاركوا في تلك الأحداث. كما برز لاحقا في الإعلام كأحد الضباط السابقين، الداعين بقوة إلى تغيير جذري في عقيدة جهاز الشرطة، والذي أدت «تجاوزاته» إلى إشعال الأوضاع في مصر، وكانت السبب الرئيس للثورة ضد نظام الحكم. ويشير مصدر أمني رفيع إلى أن الدروي كان ضابطا تخرج في كلية الشرطة في عام 1998، وجرى ترشيحه للعمل بأحد الأجهزة الأمنية في عام 2004. وبينما يقول الدروي على صفحته بموقع «فيس بوك»، وقت ترشحه لانتخابات مجلس الشعب في عام 2011 عن دائرة ضاحية المعادي (جنوب غربي القاهرة) إنه استقال من جهاز الشرطة في عام 2007 «اعتراضا على تزوير الانتخابات في عام 2005»، عازيا ذلك إلى دور الشرطة في «التزوير». قال المصدر الأمني لـ «الشرق الأوسط» إن الدروي «أجبر على تقديم استقالته، وقبلت، لأن اختبار فحص المخدرات الخاص به كان إيجابيا خلال التحاقه بالجهاز الأمني.. وجرى الاكتفاء بمطالبته بالاستقالة حفاظا على سمعته، وهو عرف جار في جهاز الشرطة في حال وجود مخالفة أو تجاوز من أحد الأفراد لا يتعدى على حقوق الآخرين ويستوجب الإحالة إلى المحاكمة أو الفصل». وروت مصادر قريبة الصلة بالدروي لـ «الشرق الأوسط» عن أنه «كان دمث الخلق وملتزما دينيا باعتدال حتى قبل ثورة يناير. وترشح للانتخابات البرلمانية مدعوما من التيارات الإسلامية، وخاصة السلفيين». موضحة أنه عقب تولي الرئيس الأسبق محمد مرسي مقاليد الحكم، أظهر دعما واضحا له، كما شارك في اعتصام أنصار مرسي في ميدان رابعة العدوية، اعتراضا على عزله من الحكم. وعقب فض الاعتصام، اختفى الدروي من الظهور، وقالت المصادر المقربة، والتي يقطن بعضها في ضاحية المعادي، إنه سافر إلى تركيا بدعوى العلاج. وخلال مايو الماضي، قالت المصادر إن المعلوم لديهم، وما أشيع منذ ذلك الحين، هو أن الدروي توفي خلال إجرائه عملية جراحية لاستئصال ورم في ظهره. لكن المصدر الأمني أوضح أن «جهازا أمنيا مصريا رفيعا رصد اتصالات بين الدروي وعدد من المتطرفين في سوريا بعد توجهه إلى تركيا، وأنه تسلل عبر الحدود المشتركة إلى سوريا للتدريب، وتحديدا في منطقة حلب»، مؤكدا أن «أخبار الدروي انقطعت خلال تلك الفترة، إلا أنه كان يجري التحري عنه لرصده من الأجهزة المصرية، نظرا للتشكك في أنه كان يتدرب في سوريا بهدف العودة إلى مصر لاحقا للقيام بعمليات إرهابية». ورغم إشارة المصدر إلى أن «الأجهزة الأمنية المصرية كانت على دراية بأن الدروي لم يمت في تركيا، وتأكدت من وجوده في سوريا»، فإنه أكد أن «حقائق المتابعة لم تعلن، ولم نعارض القصة الشائعة التي جرى بثها من قبل الدروي للتمويه على مكان وجوده وأهدافه، نظرا لأننا كنا نترقب عودته في أي وقت، وكنا نريده أن يعتقد أن الأمن المصري صدق ادعاءاته». ولم يستبعد المصدر أن يكون خبر وفاته في عملية انتحارية نوعا من التحايل بدوره، قائلا إن «ملفه سيظل مفتوحا».