عاجل

  • الرئيسية
  • محليات
  • "بكار": بوصلة نظام "البشير" انحرفت بشكل مفاجئ شطر التحالف المشرقي "القاهرة مع الرياض وأبو ظبى" بديلا عن المحور "الإيرانى القطرى"

"بكار": بوصلة نظام "البشير" انحرفت بشكل مفاجئ شطر التحالف المشرقي "القاهرة مع الرياض وأبو ظبى" بديلا عن المحور "الإيرانى القطرى"

قال نادر بكار مساعد رئيس حزب النور، "إن عالم العلاقات الدولية شديد التعقيد ولا يعترف كثيرا بالتغيرات السريعة أو الدراماتيكية بل يرقبها بحذر حتى تتمخض عن نقلات استراتيجية تتعزز بخطوات متتالية على الأرض لكن يبدو أن للخرطوم رأيا مختلفا، ففى أقل من شهرين تبدو الأمور وكأن بوصلة نظام البشير قد انحرفت بشكل مفاجئ شطر التحالف المشرقى الذى يجمع "القاهرة مع الرياض وأبو ظبى"، بديلا عن المحور الإيرانى القطرى". وأضاف بكار في مقالته بجريدة الشروق، "حديث البشير عن (الاتفاق التام) وتوافق الرؤى بين الجانبين المصرى والسودانى فى (المواضيع كافة) التى تم التباحث فى شأنها، ربما يؤكد ما هو أبعد من مجرد تحريك المياه الراكدة بين البلدين منذ حركة يوليو 2013". وتابع: "نظام البشير تتشابك مصالحه بشكل أو بآخر مع جماعة الإخوان المسلمين سواء فى الداخل أو فى الخارج، ولا شك أنه قد تأثر سلبا بموجة الانقضاض العربى على التمدد الإخوانى وتحديدا فى القاهرة حيث معقل الجماعة الأم، ففى الوقت الذى كان يتجهز فيه ليس فقط للخروج من عزلته عن طريق القاهرة وطرابلس ومن ورائهما تونس، بل وأيضا لتحقيق تكامل فريد بين أربعة أنظمة إخوانية تحكم أكبر مساحة أرض وأعداد بشر فى المنطقة العربية كلها، فوجئ بالانهيار الدراماتيكى فى القاهرة ومن بعدها طرابلس وأدرك أن سريان موجة الانقضاض إليه ليس بعيدا". وأوضح بكار، "وفى الوقت الذى اتهمت فيه حكومة الثنى الليبية السودان صراحة بالدعم العسكرى لأحد طرفى النزاع الليبى وتصاعدت اتهامات الإعلام المصرى لنظام البشير حول (قضية حلايب وشلاتين) واتجهت مع كل ذلك أنظار المراقبين إلى توقع مزيد من التوتر بين الجارتين التاريخيتين، كانت الخرطوم تتحرك على الأرض بسرعة صوب الاتجاه المعاكس تماما، مضيفا إغلاق المراكز الثقافية الإيرانية، تقارب مع السعودية، وأخيرا زيارة تاريخية للقاهرة.. كلها تؤكد أن البشير أعاد حسابات المصالح سريعا". وأضاف: "ملمح آخر مهم استدعى الإشارة المشتركة من الرئيسين السيسى والبشير، أو بالأحرى نبّه عليه السيسى وأكد عليه البشير، وهو التنبيه على خطورة الدور الذى يلعبه الإعلام فى تحقيق التواصل أو التصادم بين الدول ثم ما نص عليه البشير نفسه من أن ما تم الاتفاق عليه بينه وبين السيسى: (لا يمكن أن تؤثر فيه أجهزة الإعلام، لأنه بناء متين لا يمكن أن تهزه أى رياح أو عواصف)". وأكد بكار، أن التناول الإعلامى الأخير لأزمة (حلايب وشلاتين) مؤجج ومهيج بشكل يدق ألف ناقوس خطر، وقد قاسينا نحن فى مصر من تجربة إعلاميين اندفعوا فى هوج وهمجية ليؤججوا نارا مستعرة بين القاهرة والجزائر قبل خمس سنوات من الآن، ولولا أن تداركتنا العناية الإلهية ثم التغيرات الهائلة التى زحفت على المنطقة لما كان هذا الخرق ليلتئم. وتابع بكار، "ومن قريب كادت مذيعة مستهترة أن تقضى على كل جهود القاهرة الدبلوماسية والاستخباراتية الرامية لإنهاء الأزمة مع إثيوبيا وقت أن أنهت مكالمة على الهواء مع السفير الإثيوبى مغلقة الهاتف فى وجهه!، وإعلامية أخرى كادت أيضا أن تتسبب بأزمة دبلوماسية بين القاهرة والدار البيضاء لولا تدخل وزارة الخارجية بالاعتذار الصريح عن فاصل من البذاءة وسوء الأدب تحدثت به المذيعة عن شعب المغرب بأكمله بصفاقة منقطعة النظير !". وأنهي بكار مقالته، "على أية حال لا يزال الوقت مبكرا للحديث عن انضمام الخرطوم لحلف القاهرة، لكن ما يمكن التعويل عليه هو أن الخرطوم قد تجنبت بتحركاتها الأخيرة تصنيفها ضمن خانة (الأعداء).. ووحدها خطوات السودان العملية فى الفترة القادمة هى التى ستبلور شكل هذا التقارب".