عاجل

  • الرئيسية
  • تقارير
  • ندوة بجامعة أسيوط بعنوان "مرض اللإيبولا الخطر القادم من أفريقيا"

ندوة بجامعة أسيوط بعنوان "مرض اللإيبولا الخطر القادم من أفريقيا"

أنهت الندوة العلمية التي عقدها مركز الدراسات و البحوث البيئية ندوة هامة بعنوان "مرض اللإيبولا..الخطر القادم من أفريقيا"، والتي تأتي في إطار تأتي أهميتها الاهتمام الإعلامي و العالمي بمرض الإيبولا و الذي خلق لدى المواطن العديد من التساؤلات التي وجب الإجابة عنها , والتي تضمنت أربعة محاضرات تهدف إلي الرد على هذه التساؤلات. حيث ألقي المحاضرة الأولى الدكتور علي حسين زرزور أستاذ الصحة العامة بكلية الطب جامعة أسيوط تحت عنوان " رؤية عن الأمراض المعدية المستجدة والراجعة " تضمنت تعريف الأمراض المعدية المستجدة حيث أنها تلك الأمراض التي تسببها عدوي، وعُرفت فقط خلال عقدين سابقين من الزمان وتتسبب في مشكلات صحية محلياُ وعالمياُ مثل أمراض الإيدز وحمي الإيبولا النزفية والالتهاب الكبدي" سي" و " هـ " والكوليرا وسارس وانفلونزا الطيور، كما تناول بالشرح الأمراض المعدية الراجعة أو المنبعثة موضحاً أنها تلك الأمراض التي عُرفت من قبل إلا أنها انحسرت في الماضي ولم تعد تُشكّل خطراً علي الصحة العامة، ثم عادت عدواها إلي الظهور في صورة وباء، ومنها أمراض السُّل والتدرن والكوليرا وحمي الضنك والطاعون والملاريا وحمي الوادي المتصدع والفاشيولا . كما أنه أرجع أسباب ظهور الأمراض المستجدة والمنبعثة إلي السفر بين الدول بالطائرات وزيادة الكثافة السكانية وتدهور مرافق الصرف الصحي وإمدادات المياه والسلوكيات الخاطئة وزيادة مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية والبعوض , وعلي جانب آخر تبذل منظمة الصحة العالمية جهوداً كبيرة من أجل مكافحة هذه الأمراض حيث تقوي نظم مراقبة ورصد الأمراض المستجدة والاستعداد لتفشّي الأمراض , إلي جانب خلق وعي صحي لدي المواطنين والتأكيد علي الوقاية من الأمراض وأهمها في الشرق الأوسط "الأنفلونزا" بالتطعيم باستمرار والنظافة والمعالجة بالأدوية المضادة بالفيروسات . أما المحاضرة الثانية فقد ألقتها الدكتورة أسماء عبد الناصر حسين أستاذ الأمراض المشتركة بكلية الطب البيطري ومدير وحدة بحوث البيولوجيا الجزئية بجامعة أسيوط تحت عنوان " الإيبولا كمرض مشترك بين الإنسان والحيوان " والتي أكدت فيها علي وجود أخطار شديدة في الآونة الأخيرة تهدد صحة المجتمع المصري تهديداً مباشراً مثل الأمراض المشتركة التي تنتقل بين الحيوان والإنسان مثل انفلونزا الطيور والخنازير والحمى القلاعية وحمي الوادي المتصدع والسعار الإيبولا , وهو من أخطر الأمراض الفيروسية من عائلة "الفيلوفيرايدي" و الوافدة حالياً حيث يؤدي إلي وفاة 50 – 90 % من الحالات, وقد اكتُشف المرض عام 1976 في السودان وزائير ثم انتشر في العديد من الدول الأفريقية الأخري مُسبباً نسب وفاة عالية تتراوح بين 44 – 100 % . وأوضحت الدكتورة أسماء أن عدوي الإيبولا تنتقل بملامسة الإنسان لدم الحيوانات المصابة بالمرض أو إفرازاتها أو أعضائها , ثم من إنسان إلي آخر بسبب ملامسة دم الفرد المصاب أو إفرازاته أو أعضائه أو سوائل جسمه الأخري أو ملامسة جثة المتوفى , فأكثر الأشخاص عُرضة للإصابة هم القائمون علي رعاية المرضي وأفراد عائلته والمشاركون في دفن الموتى والعاملون في المجال البيطري وفي مجال البينة خاصةً الغابات وفي المعامل والمسافرون إلي مناطق انتشار المرض , ولذلك يجب اتخاذ عدة إجراءات لمكافحة المرض للوقاية منه حيث لا يوجد لقاح لتطعيم الحيوانات ضد فيروس إيبولا رستيون , لذلك يجب تطهير الحظائر وفرض حجر صحي علي أماكن الاشتباه بالإصابة , والحد من الاتصال المباشر بالمصابين أو بالحيوانات المصابة , إلي جانب طهي المنتجات الحيوانية طهياً جيداً وكذلك وقف استيراد حيوانات الغابات من المناطق المصابة واتخاذ إجراءات وقائية لمنع إصابة القائمون علي رعاية المصابين وتحليل عيناتهم في المعامل . ثم قام الدكتور أحمد حلمي سالم أستاذ واستشاري طب المناطق الحارة والجهاز الهضمي بكلية الطب والمستشفيات الجامعية بجامعة أسيوط في المحاضرة الثالثة بشرح عدة حقائق حول فيروس إيبولا المعروف سابقاً باسم "حمي إيبولا النزفية " , حيث تعتبر خفافيش الفاكهة هي المضيف الطبيعي لفيروس حمي الإيبولا وينتقل منها إلي الإنسان عبر الحيوانات البرية، وقد بدأ انتشاره في السودان عام 1976 ثم انتشر أخيراً في قرية تقع علي نهر إيبولا الذي أخذ منه اسم المرض وقد تمّ التعرف علي خمسة أنواع مختلفة من فيروس إيبولا , أما أعراض المرض فهي الحمى والوهن وآلام العضلات والصداع والتهاب الحلق والتقيؤ والإسهال وظهور طفح جلدي وهبوط بوظائف الكلي والكبد و أحيانا نزيف داخلي وخارجي، كما يسبب انخفاضا في عدد كريات الدم البيضاء و الصفائح الدموية و ارتفاعا في معدلات إفراز إنزيمات الكبد0 ويمكن تشخيص المرض بإجراء عدة اختبارات معملية , ولكن لا يوجد أي علاج شافي ولا لقاح مرخص لهذا المرض , بل هناك منتجات قيد التطوير يُنتظر ظهورها خلال عدة سنوات ولذلك فإن السبيل الوحيد للحد من حالات العدوى وتقليل نسب الوفيات بين البشر هي زيادة التوعية بعوامل انتقال عدوي الفيروس واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لهذا الغرض . وعن الترصد الصحي لحالات الإيبولا، أكد الدكتور وحيد مصطفي إبراهيم مدير وحدة الترصد بالمديرية في المحاضرة الرابعة علي أهمية الإجراءات الوقائية , وأولها : الحجر الصحي حيث تتم مناظرة جميع القادمين من المناطق الموبوءة بواسطة طبيب الحجر الصحي وكاميرات المسح الحراري ومتابعتهم لمدة ثلاثة أسابيع من تاريخ القدوم " وهي فترة حضانة المرض من لحظة الإصابة إلي ظهور الأعراض " بمعرفة الإدارة الصحية التابعين لها , ثانياً : ترصد المرض بجميع أماكن الخدمات الصحية التابعة لوزارة الصحة , ثالثاً: توفير مستلزمات مكافحة العدوى وتدريب الفرق الصحية بالمستشفيات علي التعامل مع حالات الإيبولا , و رابعاً : نشر الثقافة الصحية . أما الإجراءات العلاجية فهي تحويل أي حالة يُشتبه بها لأقرب مستشفي حميات , وإذا تأكد إصابتها يتم تحويلها إلي مستشفي حميات العباسية حيث لا يتم أخذ أي عينات إلا فيها , وقد تمّ إعداد سيارات إسعاف خاصة مجهزة لنقل الحالات المصابة , ويجب متابعة الحالة الصحية للمخالطين للحالة المُشتبه في إصابتها لمدة ثلاث أسابيع بمعرفة الإدارة الصحية التابعين لها، ويتم ذلك تحت إشراف ومتابعة وكيل الوزارة الدكتور أحمد عبد الحميد حسن، والدكتور محمد عبد الخالق المدير الوقائي بالمديرية .