عاجل

ننشر النص الكامل للقاء "السيسي" مع قناة "فرانس 24"

وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي التحية للشعب الفرنسي بمناسبة أول زيارة يقوم بها إلى الاتحاد الاوروبي، لأن هناك دائما بين دول الاتحاد ومصر علاقات قوية وعميقة ممتدة على مدى سنوات طويلة. وأضاف الرئيس في مقابلة مع قناة «فرانس 24» الإخبارية الفرنسية، أن زيارته المقررة إلى ايطاليا وفرنسا تأتي ضمن الجهود التى يبذلها لاستعادة مكانة مصر وشرح وجهة نظرها للأوروببين ليتفهموا ما يحدث فى مصر والمنطقة. وردا على سؤال حول آفاق التعاون العسكري مع فرنسا، قال الرئيس السيسي: «إن العلاقات العسكرية بين البلدين ليست وليدة اليوم، فمصر لديها طائرات ميراج 5 وميراج 2000 الفرنسية بالاضافة الى صواريخ الكروتال التى تعمل ضمن نظام الدفاع الجوى واسلحة الميلان المضادة للدبابات، مشددا على أن مصر لها علاقات تعاون عسكري مع فرنسا من سنوات طويلة، وحريصون على استمرار هذه العلاقات». ولفت إلى أن عقد صفقات جديدة بين البلدين مرتبط بمدي ما يمكن أن تقدمه فرنسا لمصر في ظل الظروف الراهنة، وتفهمها للمطالب الأمنية لمصر بما يتناسب مع ظروفنا الاقتصادية الحالية، مشيرا إلن مدى استعداد فرنسا لتقديم تسهيلات لنا هو الاعتبار الذي سيحكم إبرام صفقات من عدمه. وحول استمرار الهجمات الإرهابية في سيناء وامكانية مشاركة مصر فى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية، قال الرئيس السيسي إن مصر تبذل جهودا منذ أكثر من عام فى مكافحة الارهاب ونحن منضمون لهذا التحالف، ولكننا نقوم بهذا الجهد في سيناء وعلى حدودنا الغربية والجنوبية، وذلك حتى قبل التحالف ضد «داعش». «الإرهاب» وحول أهمية تضافر الجهود من أجل التصدي للارهاب والتطرف، قال الرئيس عبدالفتاح السيسي إن مصر تدعو منذ سنين طويلة الى ضرورة توحيد الجهود والتحالف من أجل التعامل مع هذا التطرف، مضيفا إننا نحتاج في ذات الوقت ألا يكون العمل العسكري فقط هو الاساس للتعامل مع هذه الظاهرة خلال المرحلة الحالية، وإنما نحتاج الى مجموعة اجراءات متكاملة اقتصادية وثقافية واجتماعية وأمنية وسياسية لحل هذه المسألة. وأوضح أن إقامة منطقة خالية على الحدود في سيناء هو أمر كان يتعين أن يتم من سنين طويلة لما لها من تأثير كبير على الأمن في سيناء وربما مصر ككل، ويتم تنفيذ هذا القرار بمنتهي التفاهم مع السكان في سيناء، كما جرت لقاءات مع اهل المنطقة وتم التفاهم معهم ومنحهم التتعويضات المناسبة، فضلا عن انشاء مدينة رفح الجديدة بالشكل الذي يليق بهم وبمصر. «سيناء» وحول شكوي أهل سيناء من اضطرارهم لترك منازلهم، قال الرئيس السيسي إن المنطقة الخالية جزء رئيسي من الحل، مشيرا إلى ان سكان المنطقة كانت لهم حدود مباشرة مع قطاع غزة دون سيطرة كاملة على حركة العناصر والانشطة في هذه المنطقة الحدودية ، علاوة على اننا خلال التعامل مع الارهابيين على مدى اكثر من سنة كنا حريصين للغاية على الا يكون هناك اي ضحايا من المدنيين او الابرياء سواء فيما يتعلق بحقوق الانسان او فيما يتعلق بأعمال القتل او الاصابات بينهم. وقال الرئيس السيسي أنه كان هناك تفاهم مع سكان المنطقة بهذا الخصوص نظرا لحاجة الامن القومي المصري لاخلائها لصالح بلدهم وهو أمر لن ننساه لهم ونسعي إلي تعويضهم بمساكن قربية بذات المنطقة. «ليبيا» وحول حالة الفوضي الحالية في ليبيا المجاورة لمصر، قال السيسي إن مصر اذا تدخلت تدخلا مباشر في ليبيا فانها لن تتردد في اعلان ذلك ولكن كل ما نفعله حتي الان هو مساعدة الجيش الوطني الليبي والبرلمان الليبي من خلال الحكومة الليبية، ونري ان الجيش الليبي قادر على حماية امن ليبيا وعلى المجتمع الدولي مساعدة الجيش الليبي على ان يستعيد مكانته ليكون قادرا على مواجهة الارهاب واستعادة الامن والاستقرار. ونفي الرئيس عبد الفتاح السيسي تماما وجود قوات جوية أو ارضية او طائرات عسكرية مصرية في ليبيا، مشددا على ان مصر تؤمن حدودها من داخل حدودها. واوضح ان الموضوع في ليبيا يتطلب اكثر من مجرد التدخل العسكري بالنظر الي أن العمل الذي قام به حلف الاطلنطي لم يستكمل حيث سقط النظام الحاكم لكن لم يتم اعادة بناء المؤسسات وتسليم الدولة لشعب ليبيا، وبمجرد سقوط النظام غادرت قوات الناتو وتركت ليبيا لمصيرها وتركت اسلحة ومعدات وميليشيات، مضيفا ان الامر يتطلب جهدا مشتركا لتعود ليبيا الى الوضع الطبيعي ولا تكون منطقة جاذبة للارهاب والتطرف في حوض البحر المتوسط تؤذي جيرانها وتؤذي اوروبا ايضا. وشدد على ان عامل الوقت حاسم وأنه من الاهمية بمكان مواجهة كل التطرف ما امكن فى وقت واحد، مشيرا الي انه سبق ان قال وقت اقامة التحالف ضد داعش في العراق انه من المهم جدا عدم نسيان الموقف في ليبيا وعلينا ان نتعامل مع التطرف كتلة واحدة وليس في العراق وسوريا فقط، والا تحولت ليبيا الى منطقة جذب تؤثر على امن واستقرارها وجيرانها ووقتها سيحتاج الى تكرار العمل الجاري في العراق وسوريا في ليبيا ايضا، وعلينا التحرك لاحتواء التطرف والسيطرة عليه وتقوية الدول التى يظهر بها هذا التطرف". «قطر» حول استعداد مصر لتطبيع علاقاتها مع قطر، قال الرئيس السيسي في مقابلته مع قناة «فرانس 24»: «دعونا ننتظر ونري نتائج اتفاق الرياض بشأن قطر». واضاف ان مصر اصدرت بيانا ردا على دعوة خادم الحرمين الشريفين لها لتهيئة المناخ لموقف اكثر ايجابية، وبدأت في تنفيذ ذلك من اليوم. وحول العلاقات المصرية مع تركيا، قال الرئيس السيسي إن مصر منذ 30 يونيو و3 يوليو وحتي الآن لم تصعد الموقف مع اية دولة باي اجراء سلبي على الاطلاق. «الولايات المتحدة» وحول تسليم الولايات المتحدة للطائرات الاباتشي لمصر، قال الرئيس السيسي ان الحدود المصرية ممتدة لمسافة 1200 كم مع ليبيا و1000 كم مع السودان بجانب حدودنا مع قطاع غزة واسرائيل وهذه المساحة الضخمة تحتاج الى حجم قوات ومعدات متطورة وايضا لكي لا تكون هناك خسائر في المدنيين، موضحا أن الطائرات الاباتشي العشر كان مخططا ان تصل مصر منذ اكثر من عام بالاضافة الي 12 طائرة اف 16، وهذه بداية لاستئناف توريد المعدات لمصر. وحول العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية، وصفها الرئيس السيسي بأنها علاقات استراتيجية وليس معني أن لنا علاقات بفرنسا او بايطاليا او بالعالم، ان يكون ذلك على حساب طرف اخر فالعلاقات الدولية تتسع ان تكون لنا علاقات مع كافة الدول. «القضية الفلسطينية» وبالنسبة للعنف في القدس وامكانية ان يكون ذلك بداية لمواجهة جديدة بين الفلسطينيين واسرائيل، اعرب الرئيس السيسي عن امنيته ان ننتهز الوقت الحالي لحل هذه المسألة بشكل كامل واقول للشعوب الأوروبية والشعوب المحبة للسلام لدينا فرصة حقيقية ان ننزع فتيل ازمة متفاقمة من سنين طويلة وتؤثر على المنطقة، والفلسطينيون محبطون وليس لديهم امل.. وفي اتصالي مع رئيس الوزراء الاسرائيلي نتناياهو قلت له «نحتاج اعطاء امل للفلسطيين واعطائهم دولة فلسطينية يعيشوا فيها بامان وسلام جنبا الي جنب مع الشعب الاسرائيلي»، واكرر نحتاج كلنا كدول محبة للسلام والاستقرار ان نقدم كل الضمانات للدولة الفلسطينية الوليدة وللدولة الاسرائيلية، فهذه الدولة الفلسطينية لا تشكل تهديدا للاسرائيليين ولا يشكل الاسرائيليون تهديدا للفلسطينيين.. واذا لم نفعل ذلك يكون دائما التوتر وعدم الاستقرار هو الحاكم ، وقلت لنتنياهو من قبل من كان يتوقع قبل اربعين عاما ان يستقر السلام بين مصر واسرائيل بهذا الشكل. واضاف الرئيس انه قد لا يكون هناك تصور جيد للسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين وقد يكون هناك تخوف ولكني اتصور ان الإقدام والشجاعة على اتخاذ هذه الخطوة سيخلق واقعا جديدا يفرض نفسه على المنطقة بالكامل، ومصر مستعدة للاسهام في تقديم الضمانات التى تحقق السلام وألا يكون هناك شكل من اشكال التهديد لا للاسرائيليين ولا للفلسطينيين. «حماس» وردا على سؤال حول الموقف من حركة حماس، قال الرئيس السيسي انه عندما نتخذ اجراءات امنية داخل سيناء يكون هدفها تأكيد سيادتنا على سيناء كجزء من ارض مصر، ونؤكد اننا لا نسمح ان تكون ارضنا قاعدة لتهديد جيراننا. واضاف انه لا يمكن نزع فتيل الازمة الا من خلال اجراء ايجابي كبير، وهو ان نقول ان هناك املا حقيقيا للفلسطينيين بأن يكون لهم دولة ومن شأن ذلك ان يحل الكثير من المشاكل التى تفرض نفسها على المنطقة.. ولفت الي ان القضية الفلسطينية هي احد اسباب الارهاب. وحول ما اذا كان هناك رابط بين حماس وانصار بيت المقدس وداعش، قال الرئيس السيسي ان الافكار المتطرفة وما يسمي الاسلام السياسي جذوره واحدة ولا يمكن فصل داعش عما يحدث في ليبيا، او انصار بيت المقدس او حتي ما يحدث في افغانستان ودول اخري كثيرة وعلينا الا نفصل ذلك، ولذا نقول ان المجابهة لهذا الفكر ليست أمنية أو عسكرية فقط وانما مجابهة شاملة لانها تمس ليس فقط امن واستقرار منطقة الشرق الاوسط وانما امن اوروبا ايضا ، وعلينا ان نتعامل مع ذلك بالقوة والحسم من خلال اجراءات شاملة. «الإخوان» وبالنسبة للاخوان المسلمين ومقارنة ذلك بوضعهم في تونس ، قال الرئيس السيسي ان مصر بها 90 مليونا وأنه مع كل التقدير لما حدث بالنسبة للاسلاميين في تونس فان عدد سكانها لا يتجاوز واحد علي عشرة من تعداد سكان مصر، كما ان ما تقوم به الدولة المصرية ازاء الاخوان المسلمين هو رد فعل وليس فعلا، وأكد أن المناخ متوافر لكي يعيش كل المصريين باختلاف افكارهم، ولسنا ضد فكر اي طرف بشرط الا يحاول فرض فكره على الناس بالقوة وهي مشكلة موجودة عندنا.. واضاف ان التعامل معهم تفرضه ظروف استثنائية صعبة. ودعا الرئيس السيسي الاوروبيين الى الانتباه الي ان هذا الوضع يعكس ارادة شعب كامل رفض استمرار هذا الحكم، ومع ذلك لم يتم اتخاذ اجراء استثنائي واحد يوم 3 يوليو ولا بعد ذلك وكانت هناك فرصة امام الجميع ليساهموا مرة اخري ويشاركوا مرة اخري في العملية السياسية لكنهم لم يفعلوا ذلك ولجأوا الي العنف كوسيلة وهذا دائما فكر جماعات الاسلام السياسي. «الصحفيين الأجانب» وردا على سؤال حول أوضاع حقوق الانسان والناشطين والصحفيين وإمكانية تسليم صحفيي الجزيرة المسجونين الي دولهم، قال الرئيس السيسي ان القانون الخاص بإمكانية تسليم مسجونين أجانب الى دولهم إنما يؤكد انني لم اكن مسؤولا او صاحب قرار عندما تم القاء القبض وتحويل الصحفيين الي المحكمة، واقول لو كنت موجودا في السلطة وقتها لوجدت انه من الانسب لمصر وامنها القومي ان يتم ترحيلهم الي بلدهم وغلق القضية. واضاف ان الدول الاوروبية تحترم القانون والقضاء ولا تعلق عليه فلماذا لا تريدوا أن يتحقق هذا ايضا في بلادنا وان من حقنا في مصر ان يكون هناك قانون وقضاة يجب ان يحترم قانونهم وكلمتهم ولا نعلق عليها. وحول امكانية منح صحفيي الجزيرة عفوا رئاسيا، قال الرئيس السيسي ان هذا الامر يتم بحثه لحل المسألة، واذا وجدنا ان هذا الامر مناسب للامن القومي المصري سنقوم به.