عاجل

الجبهة السلفية تطرح رؤية جديدة للتوافق الوطني

أصدرت الجبهة السلفية بيانا مساء اليوم الأربعاء، تطرح فيه رؤيتها لكيفية تحقيق الوفاق الوطني بعد أن تجاوزت صدمة 28 نوفمبر الماضي، وإخفاق دعوتها للحشد الجماهيري لقيام الثورة الإسلامي. تستند تلك الرؤية لمجموعة من المقومات التي حددها البيان في التالي: • التوافق يجب أن يكون على مطالب ثورية وليس اشتراطات حزبية فئوية، إذ لا يجوز الحديث عن نسب تمثيل سياسي لفصيل وطني بعينه أو محاولة تحجيم الوجود السياسي للإسلاميين ولا غيرهم في مرحلة ما بعد الثورة، فهذه ليست توافقات بل ابتزازات لا يمكن القبول بها. • إن الثورة لكي تنجح لآبد لها من رأس ومن ثم فإن التوافق في حقيقته يعني اجتماع أطياف الشعب على قياداته السياسية الاعتبارية باختلاف أطيافها؛ لعبور المرحلة الأخطر على أن تلتزم الرموز التي تقوم بهذا الدور؛ بعدم الترشح ?ي منصب قيادي في المرحلة الانتقالية التالية لنجاح الثورة مباشرة لمدة يتفق عليها. • التوافق ينطلق من تحقيق أهداف الثورة، وليس معنيًا بتقديم تطمينات لأصحاب النفوذ أو الجهات الخارجية التي دعمت الحكم العسكري وشجعت على إجهاض ثورة يناير؛ لأن مقصود الثورة هو الانعتاق من الهيمنة الغربية وانتزاع الحقوق المشروعة وليس الدوران في نفس المنظومة الحالية أو تحسين شروط التبعية. • قيم الحرية وآليات الديمقراطية ليست بديلا عن الهوية؛ والهوية الاسلامية ليست مجرد أيديولوجية ولكنها عقيدة وحضارة شعب فمن غير المقبول أي توافق يشترط هوية للدولة يسمونها مدنية ويقصدونها علمانية أو يعني عدم المطالبة بالشريعة لاحقا، فالتوافق يكون فقط على نجاح الثورة والوصول لدولة الحق والعدل. • التيار الاسلامي من حقه الإعلان عن هويته، ومطالبة أي تيارات له بالتنازل عن رايته أو شعاراته هو استمرار لفكر وسياسات الانظمة السابقة في إقصاء مكون رئيس بالمجتمع المصري، وهو ما ينقض فكرة التواصل من أساسها. يؤكد البيان في النهاية، أن الجمود والسعي لاستنساخ الصورة الأولية للثورة انطلاقاً من ميدان التحرير مع استماتة النظام في منع ذلك، من معوقات المرحلة الحالية التي تمثل الموجة الثورية قبل الأخيرة حسب التطور الزمني للثورات، كذلك فإن أدلجة شعارات الثورة الثلاثة (العيش والحرية والعدالة الاجتماعية) التي نادى بها الجميع، ثم جعلها البعض كنص مقدس؛ لتوافقها مع بعض الشعارات الاشتراكية أو الليبرالية، بحيث صار المقصود منها حصر الثورة في هذه الشعارات لتغييب الهوية الإسلامية عن الثورة واستحقاقاتها. فالمشهد الثوري حسب نص البيان يدفع للمزيد من التعقيد وقد يحرف الثورة عن مسارها في محطتها الأخيرة، وهو ما يستوجب مراعاته في أي رؤية صادقة لإنجاح الثورة.