الحرب الفكرية أو الحرب الناعمة هي مجموعة الجهود التي تقوم بها دولة أو مجموعة ما للتأثير على دولة أو مجموعة أخرى لتتجه وجهة مُعينة. وإذا كان السلوك هو مِرآة الفكر ، فالحرب الفكرية أخطر من الحرب العسكرية لأنها تؤدى لتحويل الكيان المُستهدَف لكيان مريض الفكر والإحساس ، يُحب ما يُريده له خصمه ، ويكره ما يكرهه. كما أنها أقل تكلفة من الحرب التقليدية ، فأسلحتها عبارة عن مؤسسات فكرية تضم باحثين في السياسة والثقافة والاقتصاد والاجتماع ..... يُقدمون دراسات وتقارير وأبحاث تستفيد منها الحكومات والأحزاب والإدارات العامة وأصحاب القرار. ويُعد الأمريكي " لويس بأول " أول من أطلق مصطلح حرب الأفكار في بداية السبعينات من القرن الماضي ، ثم تحمس لفكرته " وليام كروز " فأسس مراكز الأبحاث لهذا الغرض. وقد تجاوز اليوم عدد هذه المراكز في أمريكا وأوروبا ثلاثة ألاف مركز فكري ، تنتظم في شكل جمعيات خيرية ومعاهد خاصة ، وتحظى بدعم مادي عام وخاص ، وتتمتع الجهات المانحة لها بخصم ضريبي هام يُشجع عمليات تمويلها بحسب دراسة بعنوان " التصنيف العالمي لمراكز التفكير ". ومن أبرز وسائل الحرب الفكرية : - محاولة ترسيخ مفاهيم وعادات المُحارِب الدينية واللُغوية والأخلاقية ..... إلخ. - رعاية طائفة من أبناء البلد المستهدَف وتربيتهم ، ومساعدتهم على تولى المناصب القيادية في بلادهم ، وإحاطتهم بهالة كبيرة من المدح والثناء لكى يروجوا أفكار المُحارِب. - محاولة السيطرة على مناهج التعليم ورسم سياستها. - إنشاء المدارس والجامعات التي تروج أفكار المُحارِب ، وجذب أبناء الطبقة العليا من البلد المستهدَف إليها. - محاولة السيطرة على وسائل الإعلام. - اختلاق قضايا لخلخلة المجتمع المستهدَف تتعلق بالمرأة والأقليات ..... إلخ. - إيجاد صراع بين الشعوب والحكومات ، وبين المجتمعات ، وداخل المجتمع نفسه. وقد مرت حرب الأفكار الغربية الحديثة بثلاثة أطوار تاريخية بحسب توماس فريدمان: الطور الأول : الذي انتصر فيه الغرب على النازيين في النصف الأول من القرن العشرين . الطور الثاني : الذي انتصر فيه الغرب على الشيوعيين في النصف الثاني من القرن العشرين . الطور الثالث : وهو صراع الغرب مع الأصولية الإسلامية التي بدأت تنتشر مع بداية القرن الحادي والعشرين. وللحديث بقية.