عاجل

"ننشر حيثيات رفض "القضاء الإدارى" لحجب "فيس بوك

صورة أرشيفية


قضت محكمة القضاء الإداري، برئاسة المستشار أحمد الشاذلي، بعدم قبول دعوى حظر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، داخل مصر، قائلة في حيثياتها: إن «امتناع الحكومة عن حجب موقع "فيس بوك"، لا يشكل قرارا إداريًا سلبيًا بالمعنى الذي نص عليه قانون مجلس الدولة، ومن ثم تصبح الدعوى مفتقدة إلى أي قرار إداري يمكن الطعن عليه».

وردًا على ما تضمنته دعوى المحامي محمود سامي الجويلي، من نشر بعض صفحات «فيس بوك»، معلومات وأخبار كاذبة عن الدولة وأجهزتها، وما تضمنته بعضها من سب وتشهير بسلطات الدولة، قالت المحكمة: إن «تلك الوقائع التي تبثها بعض الصفحات، وإن شكلت في جانب كبير منها جرائم جنائية معاقب عليها قانونًا، فإن السبيل الأمثل لمواجهة تلك الصفحات يكون من خلال مساءلة أصحابها جنائيًا، أخذا في الاعتبار أن المواقع لا تؤثر بذاتها على مقتضيات الأمن الوطني والنظام العام».

وتابعت: إن «سلامة الأمن الوطني للبلاد لا يحققه إلا تعبير السلطة الحاكمة الصادق عن آمال وطموحات الشعب وفقًا للعقد الاجتماعي الذي قام النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي على دعائمه، وكذا احترام حقوق المواطنين وحرياتهم».

وأضافت المحكمة، أن «سلامة الأمن الوطني لا تكون بتقطيع أوصال المجتمع وفصله عن بعضه البعض وعزل مواطنيه في جزر متباعدة، وأن الأمن يعني التواصل والتشاور والحوار، ولا يملك أحد في مجتمع ديمقراطي أن يدعي الحق الحصري في صيانة أمن المجتمع، الذي يحافظ عليه جموع المجتمع بالتواصل والتشاور والتحاور».

وأشارت إلى أنه «بات واجبًا على الدولة توفير بيئة ثقافية ومعرفية تضمن تبادل المعلومات والمعارف بشتى صورها وأنواعها دون حجب أو منع أو قطع لوسائل الإتصالات المؤدية لذلك، وأولى تلك الوسائل بلا شك مواقع التواصل الاجتماعي، ومن يينها "فيس بوك" الذي يتضمن العديد من الصفحات التي تساهم في إرساء روح المعرفة وتبادل المعلومات في شتى مناحي الحياة».

وأكدت أن «رقابة الأشخاص الذاتية لمواقع التواصل الاجتماعي هي أنجح الطرق لعلاج ما قد يعتري بعض ممارسات مستخدمي تلك المواقع من خروج على المألوف من الأمور»، موضحة أن «هذه الرقابة لا تدعم إلا بالحرية المسؤولة».

وحملت المحكمة، أجهزة الإعلام والصحافة مسؤولية رفع مستوى الخدمة الإعلامية والتعبير الأكمل عن حاجات الشعب السياسية والاجتماعية والثقافية بما تحملها من مضمون، ويؤثر سلبًا وايجابًا في الإعلام الاجتماعي الذي تقوم عليه مواقع التواصل الاجتماعي، قائلة: «إذا ما أحسنت وسائل التعبير لانحاز الفرد إلى أفضلها وأكثرها قدرة عن التعبير عنه».