عاجل

جوجل يدمر مخك

كشفت دراسة روسية حديثة أن 40% من البالغين يلجأون إلى محرك البحث الأمريكى "جوجل" للبحث عن إجابات سريعة عن أسئلة أو معلومات وإن كانت بسيطة دون إعطاء أدمغتهم فرصة تذكر المعلومة.

والدراسة سلطت الضوء على مسألة محورية وهى "تآكل الدماغ البشرى وفقدان الذاكرة وآثارها السلبية" مستقبلاً، لاسيما فى أوج ازدهار العصر الرقمى، بحسب تقرير أصدرته مختبرات كاسبرسكى الروسية.

وأوضحت الدراسة أيضاً أن 25% من البالغين ينسون ما كانوا يبحثون عنه عقب الانتهاء من مرحلة البحث، ما يشى بأزمة أخرى يواجها العالم حالياً أسماها العلماء بـ"فقدان الذاكرة الرقمية" التى تُضعف ذاكرة البشر بفضل اعتمادهم الكامل على الإنترنت والأجهزة الإلكترونية المتصلة به بشكل دائم، ما ينتج عنه فقدان قدرة الذاكرة البشرية على تخزين معلومات جديدة مفيدة أو استعادة معلومات قديمة.

وشارك فى الدراسة نحو 6000 مستهلك عالمى من عمر 16 عامًا وما فوق، وتبين أن 36% من المستطلعة آراؤهم يقولون إنهم يذهبون إلى محرك بحث جوجل مباشرة قبل محاولة استعادة إجابة السؤال الذى يدور فى خاطرهم بأنفسهم، وهذه النسبة ارتفعت إلى 40% مع الأشخاص البالغة أعمارهم 45 عاماً وما فوق.

وعزت الدراسة السبب إلى أن هؤلاء المستخدمين ربما يتشككون فى دقة ذاكرتهم أو لأنهم لا يمتلكون الصبر الكافي، ويرغبون فى الحصول على المعلومة بأقصى سرعة ممكنة دون الحاجة إلى التفكير، فيلجأون إلى جوجل مباشرة، بحسب تقرير نشرته صحيفة دايلى ميل البريطانية.

وبالمثل، اعترف 24% من المشاركين فى الدراسة بأنهم ينسون الإجابات أو المعلومات التى حصلوا عليها من الإنترنت، وهذه النسبة ترتفع إلى 27% لأولئك الذين تتجاوز أعمارهم 45 عاماً، وأشارت الدراسة إلى أن استخدام جوجل فى الحياة اليومية للمستخدمين يعطيهم احساساً بأن الإنترنت أصبح جزءاً أساسياً من أدواتهم المعرفية.

كما أشارت الدراسة أيضاً إلى أن الناس يميلون إلى حفظ المعلومات إلكترونياً للعودة إليها لاحقاً بسهولة، بدلاً من الاعتماد على شخص آخر يقول له المعلومة فيرجعون إليها وقت الحاجة، موضحة أن أغلب المستخدمين يتعاملون مع الإنترنت كشريك معرفى للذاكرة لتخزين واسترجاع المعرفة، بدلاً من مشاركتها مع الآخرين من البشر.