عاجل

واشنطن بوست: نصف مليون شخص قد يلقون حتفهم حال انهيار سد الموصل

سد الموصل

على مدى نحو عشرة أعوام، اعتُبر سد الموصل بالعراق الأخطر في العالم، وأكدت تقديرات نُشرت مؤخرا لسلاح المهندسين بالجيش الأمريكي أنه عرضة "لمخاطر عالية" تتمثل في انهيار أكثر مما كان يُعتقد سابقا.

وقال مستشار بمكتب رئيس الوزراء العراقي، في تصريحات إلى صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن مسئولين أمريكيين بارزين أعربوا عن مخاوفهم المتزايدة للحكومة العراقية في هذا الشأن، موضحا أنهم كانوا يشيرون إلى إعصار كاترينا، لكنهم حذروا من أن التدمير قد يكون "أسوأ ألف مرة" في هذه الحالة.

ووفقا لتقرير نشرته "واشنطن بوست"، اليوم السبت، فإن تصدع السد من شأنه أن يُطلق العنان لموجة يبلغ ارتفاعها 180 قدما في حوض نهر دجلة، ما يتسبب في إغراق أكثر من نصف مليون شخص، إضافة إلى وصول الفيضانات إلى العاصمة العراقية بغداد، التي تبعد 280 ميلا جنوب السد، الأمر الذي يجعل انهيار السد كارثيا للعراق.

واتضحت المشاكل الهيكلية بسد الموصل بمجرد أن امتلأ الخزان الموجود خلفه عام 1985، حيث بُني السد على طبقات من الطين والجبس الذي يذوب عند اتصاله بالماء، ليبدأ السد على الفور في التسرب، ومنذ ذلك الوقت، تم صب نحو 100 ألف طن من الحشو في بنية السد لمنعه من الانهيار، بحسب الصحيفة نفسها.

لكن تنظيم "داعش" عطل هذا الإجراء لسد الفجوة بعد سيطرته على السد في صيف 2014، وتشهد أعمال الإصلاح تعقيدا مع استمرار سيطرة التنظيم على مدينة الموصل القريبة، التي تعتبر معقلهم الأساسي في العراق، إضافة إلى المشاحنات السياسية والأزمة المالية في العراق.

ونقلت "واشنطن بوست" عن تقرير لسلاح المهندسين بالجيش الأمريكي في 30 يناير الماضي أن السد بلغ – بشكل شبه مؤكد - "مستوى غير مسبوق من الفراغات غير المعالجة" في أساسه، وأن الفريق المراقب تعرف على علامات مهمة فيما يتعلق بالحالة السيئة للسد.

وكان العمل اليومي الصارم لصب الحشو في بنية السد لحمايته من الانهيار قد توقف لمدة ستة أسابيع مع سيطرة التنظيم عليه، كما أصابت بعض المسائل اللوجيستية تلك العملية منذ ذلك الوقت، وتسبب قرار الحكومة العراقية بحرمان الموصل من الكهرباء، عن طريق إيقاف تدفق المياه، في وضع ضغط إضافي على السد جراء ارتفاع مستويات المياه.

ويؤكد تقرير "واشنطن بوست"، نقلا عن دراسات، أن الفيضان سيكون كارثيا حال سقوط السد، حيث سيضرب مدينة الموصل - الواقعة على بعد نحو 30 ميلا جنوب شرق السد - بحائط من المياه ارتفاعه 65 قدما، وتُمحى خلال أربع ساعات، كما يُتوقع أن يغرق نهر دجلة بخمسين قدما من المياه قبل أن تنفجر المياه في سد آخر في سامراء، ثم يصل فيضان عمقه 13 قدما إلى بغداد.

ووفقا لما أكده المستشار بالحكومة العراقية - لم يُذكر اسمه - لـ"واشنطن بوست"، فإن حدة المخاوف تتزايد مع تحضير قوات الأمن العراقية لهجوم لاسترداد الموصل من "داعش"، إذ يتخوف مسئولون أمنيون عراقيون من محاولة عناصر التنظيم تخريب السد إذا اعتقدوا أنهم خسروا المدينة، في الوقت الذي قد تتسبب فيه الذخائر الثقيلة ضغطا إضافيا على هيكل السد.

وبينما يرى الكثيرون أن الوضع بالنسبة لسد الموصل بات خطرا للغاية، تقلل وزارة الموارد المائية العراقية من شأن التهديد، لكنها اقتنعت بإعادة فتح البوابات السفلية لتخفيف بعض الضغط، وإن كان ذلك يعني إعادة الكهرباء للموصل.