عاجل

  • الرئيسية
  • حوادث
  • "الحمى القلاعية" تفتك بالثروة الحيوانية في 5 مراكز بسوهاج

"الحمى القلاعية" تفتك بالثروة الحيوانية في 5 مراكز بسوهاج

أطلق أهالى قرى مراكز طما وطهطا والمراغة بسوهاج ومراكز جرجا ودار السلام صرخات استغاثة للمسؤولين بعد تفشى مرض "الحمى القلاعية" بين المواشى والأغنام بقرى المراكز الـ5 ونفوق المئات من رؤوس المواشى، بسبب المرض الذي ظهر منذ بداية شهر ديسمبر الماضى ولايزال يحصد رؤوس الماشية حتى الآن، مؤكدين فشل التحصينات التي قامت بها حملات الطب البيطرى في القضاء على المرض الذي تسبب في خسائر بملايين الجنيهات للمزارعين والفلاحين البسطاء.

وأكد الأهالى أن الصحراء المتاخمة لقرى المراكز الخمس، وبخاصة القرى الغربية، كانت مدفنا لعشرات الرؤوس من المواشى والأغنام النافقة، إلى جانب الترع والمصارف في القرى البعيدة عن الصحراء بدون اتخاذ أي إجراءات وقائية من الصحة والبيئة والطب البيطرى، ما يعد كارثة بيئية وصحية تهدد صحة وسلامة الأهالى، إلى جانب خسارتهم المادية، في حين أكد طبيب بيطرى عدم وجود خطة منتظمة وآمنة للتحصينات تتبعها المديرية، ما تسبب في أن تكون المحافظة الأولى في تفشى مرض الحمى القلاعية- على حد قوله.

ويقول رمضان محمد أحمد عبدالرحيم "45 سنة- فلاح" إن رائحة لا تطاق تنبعث من عشرات من رؤوس المواشى والأغنام النافقة، في الصحراء الشرقية المتاخمة لمنطقة نجوع مازن بقرية "أولاد يحيى".

ويضيف: "بيوتنا خربت يا بيه عاوزين الحكومة تشوف لنا حل، البهايم بتاعتنا اللى بتأكلنا عيش كل يوم بتموت ومش لاقين حل ومفيش حاجة نافعة لا تحصينات نافعة ولا أدوية".

ويتابع: "أنا راجل غلبان ولدى أسرة من 6 أفراد، وكنت أملك جاموسة ثمنها 15 ألف جنيه، وكانت زوجتى تحلب منها اللبن وتصنع منه السمن والجبن وتساعدنى من خلالهما في تلبية نفقات البيت، لكن للأسف فقد ظهر مرض الحمى القلاعية فجأة بين حيوانات القرية منذ ما يقرب من شهرين وحتى الآن وتسبب المرض في نفوق جاموستى بعد فشل التحصينات والأدوية في العلاج.

وفى قرية "عرابة أبوعزيز"بمركز المراغة يقول ناصر أبوالحسن، 50 سنة، سائق "البهيمة تكون سليمة وزى الفل ومرة واحدة تظهر عليها أعراض سخونة شديدة وتمتنع عن الأكل ويحدث لها فقاعات في اللسان وسيلان في الفم وبعد يومين أو 3 أيام تموت"، مؤكدا أن المرض تسبب في نفوق جاموسة يمتلكها منذ أسبوع وأنه ألقى بها في الصحراء الملاصقة للقرية.

ويؤكد عدد من أهالى قرية شطورة بمركز طهطا شمال مركز طما انتشار المرض بقرى المركز ونفوق عشرات المواشى قائلين "البهايم بتعاتنا بتموت وكل يوم نرمى على الترع والمصارف بهيمتين و3، وبقالنا على الحال ده شهرين لحد ما بيوتنا خربت ومحدش سأل فينا لا حكومة ولا محافظ".

وفى السياق ذاته، ضبط فريق من مباحث قسم شرطة طهطا جزارا بمدينة طهطا "24 سنة" أثناء قيامه بذبح "أنثى جاموس" مريضة بالحمى خارج المجزر، وتحرر بالواقعة المحضر رقم 832 جنح قسم طهطا لسنة 2016.

ويقول الدكتور وائل الحضرى، الأستاذ بمركز البحوث الزراعية وصاحب مزرعة مواشى، إن هناك انتشارا واسعا للمرض تسبب في خسائر في قطاع الثروة الحيوانية بملايين الجنيهات، مرجعا السبب إلى: اعتماد التحصينات البيطرية للمرض على الأمصال المصرية من هيئة المصل واللقاح، وهى أمصال ضعيفة تعالج 3 "سلالات" فقط من المرض، في حين أن الأمصال المستوردة تعالج 7 سلالات كذلك فإن الحملات البيطرية لا تطبق عوامل الأمان في عمليات التحصين فيتم حقن الماشية في التحصين بإبرة واحدة، وهو ما يتسبب في نقل المرض من حيوان مصاب إلى آخر سليم، إلى جانب عشوائية تداول الماشية في الأسواق واختلاط الماشية المصابة بالسليمة فيساعد على انتشار الفيروس.

وكشف مسؤول بالطب البيطرى، رفض ذكر اسمه، عن أن حملات الطب البيطرى للتحصين تتم بصورة عشوائية وبدون حصر فعلى لأعداد المواشى المستهدفة والحرص على تحصينها، حيث تزور حملات التحصين القرى بدون تنبيه مسبق على الفلاحين ومربى الماشية بأوقات التحصين ويختار أعضاء الحملة مكانا ما في القرية المستهدفة وينبهون على الأهالى من خلال ميكرفونات المساجد بوجود الحملة لكى يأتى إليهم أصحاب المواشى بمواشيهم دون اهتمام بالمرور على المنازل والأحواش.

ولفت إلى أنه مع حالات البيع والشراء التي تتم داخل الأسواق لمواشى مصابة بالمرض وأخرى سليمة إلى جانب الانتشار الواسع للفيروس داخل القرى نتيجة إلقاء المواشى النافقة بدون دفن في الصحراء المتاخمة للقرى وفى الترع والمصارف زاد من انتشار الفيروس

ومن جانبه، رفض الدكتور أحمد البدرى، مدير مديرية الطب البيطرى بالمحافظة، التعليق على انتشار المرض، موضحاً إنه يخطر الهيئة العامة للخدمات البيطرية بتقرير يومى عن أعمال المديرية ونشاطها وإن الإدارة المركزية للطب الوقائى بالهيئة هي الجهة الوحيدة المخول لها الإدلاء بالتصريحات طبقا للتعليمات.