ما إن دقت الساعة الثانية عشرة بعد منتصف ليلة الأحد الماضى 23 مايو، حتى أعلن رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، انطلاق "معركة استعادة الفلوجة"، المدينة التي يسيطر عليها تنظيم داعش منذ قرابة عامين ونصف العام، والتي لا تبعد عن العاصمة بغداد سوى 50 كيلومتراً إلى الغرب، لتجري بعدها فصول معركة سيطر فيها القصف الجوي والصاروخي على الأجواء.

وبدأ الأهالي وعدد من الناشطون الاستغاثة خاصة بعد أن أعلنت ميلشيات الحشد الشعبي الشيعية تطويق المدينة من أربع جهات.

وقال الأهالي أنهم يريدون لفت أنظار العالم قبل حدوث الكارثة وأن الحشد ينوي تهديم ما تبقى من بيوت ومساجد وبنى تحتية في الفلوجة، فهو يردد عبر إعلامه الرسمي والساند أنها تستحق أن تمحى وتسحق عن بكرة أبيها.

وأتت هذه الحملة لمليشيات الحشد بعد محاولات متكررة لاستعادة الفلوجة وكثرة السجال حول مشاركة مليشيا الحشد الشعبي الشيعية في استعادتها، في ظل رفض التحالف الدولي، وانصياع رئيس الوزراء حيدر العبادي له، ورفض أطراف شيعية أخرى، على رأسها رئيس منظمة بدر، هادي العامري، الذي طالب سكان الفلوجة بالمغادرة.

بداية القصف

ومع إطلاق العملية العسكرية؛ شهدت الفلوجة سقوط وابل من الحمم وكثافة نيران، أعادت لها ولأهلها فصول حربها مع القوات الأمريكية في معارك عام 2004.

فقد شهدت الساعات الأولى غارات جوية وقصف صاروخى مكثف، وذكرت مصادر محلية أن قوات التحالف شاركت في هذا القصف.

 التدخل البرى

التدخل البرى محدود جداً حيث فشلت القوات المهاجمة في تحقيق أي تقدم يذكر على المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، فإنه وبعد القصف الشديد لم تستطع القوات الوصول  إلى مناطق "الأرض الحرام" التي تحيط بالفلوجة، حيث تنتشر هناك حقول ألغام كثيفة، يصعب معها تقدم أي قوة باتجاه المدينة من جهاتها المختلفة.

القوات المشاركة

وشارك في الهجوم المليشيات الشيعية وعلى رأسها ما يعرف بكتائب "حزب الله"، و"عصائب أهل الحق"، بالإضافة إلى "منظمة بدر" التي يرأسها هادي العامري، والحشد الشعبي. فقد نقلت المليشيات الشيعية وحدات من بطاريات الصواريخ الخاصة بها إلى الفلوجة، وهي من بدأت أولى عمليات القصف بالراجمات الصاروخية على الفلوجة.

حجم الخسائر

في غضون ذلك، تحدثت مصادر من داخل الفلوجة عن ليلة صعبة عاشتها الفلوجة، موضحة أن التنظيم قام بالطلب من الأهالي عدم التجمع، وقام بعملية عزل حي الأرامل عن بقية أحياء المدينة، في وقت قطع التيار الكهربائي بالكامل عن المدينة ولم يكن يسمع أو يرى سوى وميض الصواريخ التي تسقط على أحياء متفرقة من المدينة.

وإلى الآن لم تعرف حجم الخسائر البشرية التي نجمت عن القصف الذي استهدف المدينة، في وقت تتحدث فيه مصادر طبية في المدينة عن وجود منازل سويت بالأرض، ولا يوجد أية إمكانية للوصول إلى الجثث التي تحتها، وأنباء عن استهداف مستشفى المدينة.

وكان رئيس الوزراء، حيدر العبادي، أعلن في التلفزيون الرسمي العراقي، انطلاق عمليات استعادة الفلوجة التي حملت اسم "كسر الإرهاب"، وهو الإعلان الذي جاء بعد أيام قلائل من تصريح لقائد مليشيا بدر الشيعية، هادي العامري، بأن المعركة المقبلة ستكون في الفلوجة وليس الموصل.

وفى المقابل بدأ التلفزيون الإيراني في بث أغان حماسية وصور من الفلوجة، حيث أشارت مصادر عراقية إلى وجود فرقة من الحرس الثوري الإيراني تشارك في عمليات استعادة الفلوجة.

هل ستنتقل داعش إلى بغداد بعد الهجوم على الفلوجة  

انطلقت معركة "تحرير الفلوجة" بمشاركة كبيرة من قبل قوات عسكرية ومليشيات وفصائل الحشد الشعبي، وتغطية جوية مكثفة من قبل طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية والطيران العسكري العراقي.

وبالرغم من كل هذا يقولون نتخوف من حصول رد فعل من قبل تنظيم "الدولة"، وهو ما دعا قيادات "المليشيات" إلى الاتفاق على إرسال قواتهم للعاصمة العراقية، من محافظات مختلفة، وذلك قبل انطلاق معركة الفلوجة.

وقد طوقت المليشيات أحياء معينة داخل بغداد، ونشرت عناصرها في داخلها. و جميع المناطق التي تمت محاصرتها وتفتيشها والانتشار فيها، في محيط بغداد أو داخلها، هي مما تعرف بالمناطق ذات الكثافة السكانية "السنية" بحجة أن تلك المناطق "بؤر" لتنظيم داعش، وأن عناصر التنظيم يستغلون تلك المناطق كـ "حواضن" لهم، بحسب تأكيد فاضل الجماسي، القيادي بمليشيا "الحشد الشعبي".

وقال الجماسى "من المحتمل أن يظهر داعش بقوة في تفجيرات قد تستهدف عناصر الحشد الشعبي والقوات العسكرية داخل بغداد، وهو أمر متوقع؛ للانتقام للفلوجة، وإحداث إرباك للوضع الأمني"

والسؤال الآن هل يستمر اتخاذ "داعش" كذريعة لإبادة السنة في العراق؟!