من أجل المحافظة على “ذاكرة” الجليد المهدد بالاحترار المناخي، قام علماء بأخذ عينتين من الجليد، طولهما أكثر من 120 متراً، من مجلدة مون بلان، في جبال الألب الفرنسية وسيتم حفظهما في القطب الجنوبي.

واستخرجت العينة الأولى، يوم الإثنين الماضي، بعد عملية حفر استمرت يومين على ارتفاع 4300 متر، في قمة دوم على جبل مون بلان، وقطعت العينة إلى 126 جزءاً، طول كل واحدة منها متر واحد، ووضعت في علب حافظة للحرارة، وهي محفوظة الآن في مخزن مجلد في جرونوبل في وسط فرنسا الشرقي.

وأخذت عينة أخرى، طولها 129.7م، ونقلت بالمروحية، يوم الأربعاء، وعرضت على وسائل الإعلام، قبل أن تنقل، يوم الخميس، إلى المخزن نفسه. ويتوقع أخذ عينة ثالثة في الأيام المقبلة من قبل فريق يضم علماء فرنسيين وإيطاليين وروس.

وستحلل إحدى هذه العينات البالغ وزنها أطناناً عدة، في مختبر جرونوبل لعلم الجليد بفرنسا لتشكيل قاعدة بيانات متاحة لكل العلماء، أما العينتان الأخريان فستنقلان بحدود عام 2020 إلى “ثلاجة طبيعية” هي عبارة عن كهف جليدي تتدنى الحرارة فيه إلى 54 درجة تحت الصفر بشكل وسطي، في قاعدة كونكورديا الفرنسية – الإيطالية في القطب الجنوبي.

الهدف من هذه العملية المحافظة لقرون مقبلة على “ذاكرة الجليد”، وهي “مادة أولية” ثمينة جداً للعلماء.

وأوضح جيروم شابولاز، مدير الأبحاث في مختبر جرونوبل أن “الاحترار المناخي يؤثر في الجليد على النطاق العالمي. وهذه المجلدات تشكل أرشيف المناخ والبيئة في العالم”. وأضاف: “من خلال هذه العملية نقيم قاعدة معلومات للجليد للأجيال المقبلة”.