عاجل

"رويترز": العرب لا يعلقون أملا كبيرا على رئيس إيران الجديد

قالت وكالة "رويترز" للأنباء، إن المجتمع الدولى يعقد آمالا كبيرة على إمكانية تغيير سياسات النظام الايرانى، خاصة بعد إعتلاء رجل الدين الإصلاحى حسن روحانى. وأضافت أنه على الجانب العربى والاسلامى السنى تتباين أراء ووجهات النظر حول قدرة روحانى على إعادة العلاقات بين المجمع العربى وإيران، وتغيير موقفه تجاه القضية السورية، مشيرة إلى أن هناك من يرى أن انتخاب روحاني لن يضيف جديدا، لأن الذى يحكم هو المرشد الاعلى للدولة الايرانية أية الله على خامنئى، وأخرون يرون عكس ذلك. وذكرت الوكالة، فيلاتحليل نشرته على موقعها الاكترونى اليوم، أنه من الممكن أن يساعد انتخاب رئيس إيراني معتدل على تحجيم العداء بين طهران والدول العربية المجاورة لكن الكثير من العرب يشكون في قدرته على إنهاء الصراع الطائفي الذي أذكى الحرب الدائرة في سوريا. وأضافت أنه لن يكون لدى الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني المعروف بأسلوبه التصالحي والمدعوم من الإصلاحيين الكثير من النفوذ في السياسة التي يحددها الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي لكن في ظل الصراع الدائر في سوريا والذي يذكي الغضب لدى الدول العربية السنية في أنحاء المنطقة فإن أي بادرة من طهران من الممكن أن تحتويه. ونقلت عن سفير بجامعة الدول العربية في القاهرة قوله: "نتمنى أن يكون الرئيس الإيراني الجديد مؤمنا بالحل السياسي في سوريا.. ومؤمنا بتطلعات الشعب السوري في الحرية والتغيير وأن تكون إيران عنصرا للحل ومساعدا على الخروج من الأزمة.. جميع المعلومات التى نقرأها عن روحاني المرشح المدعوم من المعتدلين قد تدعو للأمل لكن هناك فارقا كبيرا بين الحملات الدعائية وخطاب المسئولية عندما يصبح رئيسا". وتابعت أنه بالنسبة للولايات المتحدة والقوى الغربية، التي هي على خلاف مع إيران منذ عشرات السنين وتحتشد الآن بالسلاح وراء مقاتلي المعارضة الذين يحاربون الرئيس بشار الأسد المدعوم من إيران، فإن الصراعات الدينية الشديدة في منطقة الشرق الأوسط الغنية بالنفط تزيد من مخاوف حدوث اضطرابات أوسع نطاقا. وفيما يختص بالأزمة السورية، حيث يحارب الكثير من مقاتلي المعارضة من السنة قوات الأسد ومؤسسته العلوية، ذكرت على لسان بعض النشطاء أنهم لا يعلقوا أملا كبيرا على روحاني في التغيير، وقال عمر الحريري من درعا "الانتخابات شكلية". ويرى محمد الحسيني من فصيل أحرار الشام في الرقة أن السلطة الفعلية في يد الزعيم الأعلى خامنئي مضيفا "السلطات الممنوحة للرئيس الإيراني ضعيفة هذه الأيام.. إنها سلطات زائفة". وأضافت "رويترز" أنه في البحرين التي تتهم أسرتها السنية الحاكمة المدعومة من السعودية إيران بإذكاء الاحتجاجات بين الأغلبية الشيعية في البلاد منذ عام 2011 قالت وزيرة الإعلام سميرة رجب لرويترز "أعتقد أن روحاني فرد في فريق. وأي أحد يأتي من ذلك الفريق سيواصل السياسة ذاتها.. لم تعد لدينا ثقة في النظام الإيراني بعد ما حدث في البحرين". وذكرت عن مصر وهي أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان بدأ النظام الحاكم الجديد بقيادة جماعة الاخوان المسلمين يتقرب من إيران لكنه انضم الآن إلى دعوة من أهل السنة للجهاد في سوريا بعد أن أرسل حزب الله اللبناني مقاتليه إلى سوريا في الشهر الماضي. وواصلت، أن جماعة الاخوان مازالت أكثر انفتاحا من النظام الحاكم في السعودية تأمل في تحقيق التغيير في طهران. وأشارت إلى أن مراد علي المتحدث باسم حزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية لجماعة "الاخوان المسلمين"، قال: "نتطلع لنرى كيف سيتصرف المرشح الفائز"، مضيفا "هل سيكون هناك تغيير في السياسات من الإيرانيين خاصة فيما يتعلق بالأزمة السورية؟ نحن بصفة عامة نقبل التعاون مع إيران.. لكن لدينا مخاوفنا.. المرتبطة.. بتدخلها في الشئون السورية". وأوضحت "رويترز" أن استطلاع الرأى في شوارع القاهرة، ارتفعت بشدة المشاعر الطائفية مما مثل ضغطا على مصر وحكام عرب آخرين. حيث قال عامل البناء محمد عبد الستار (35 عاما) "كل المصريين يكرهون إيران بعد ما حدث في سوريا. ما يحدث هناك الآن هو أن الشيعة يقتلون السنة". وقال عبد العزيز درويش (57 عاما) وهو سائق ليموزين إنه لا يتوقع الكثير من التغيير في إيران مضيفا "كل الإيرانيين سواء.. الشيعة اكثر خطرا من اليهود". وانتقد خالد فتحي (49 عاما) وهو يقف إلى جانب كشك العصائر الخاص به تدخل إيران في سوريا وتحدث بريبة كذلك عن الاستقبال الذي قام به الرئيس المصري محمد مرسي للرئيس الإيراني المتشدد المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد. وقال "الإيرانيون يصنعون مشاكل لنا في كل أنحاء العالم. إيران تساعد مرسي. أنا متأكد من هذا". وتابعت "رويترز" إستطلاع الرأى بالقاهرة لكن مع مجموعة من رجال الدين اللبنانيين من السنة الذين زاروا الجامع الأزهر لحضور المؤتمر الذي دعا إلى الجهاد في سوريا أبدت أملا أكبر في التغيير على يد روحاني،وقال الشيخ حسن عبد الرحمن من مدينة طرابلس التي شهدت في الآونة الأخيرة قتالا بين السنة والشيعة إن الرئيس الإيراني الجديد ربما يكون أفضل، وذكر الشيخ مالك جديدة وهو من طرابلس أيضا أنهم جاءوا إلى مصر ليبلغوا مرسي برفضهم لممارسات إيران في سوريا لكنهم يعملون من أجل السلام لكل الأديان، وذكرت أن فظائع طائفية في سوريا والظهور الواضح لحزب الله في الصراع السوري أدى إلى تحقيق درجة غير معتادة من الوحدة بين الحكومات العربية الرئيسية بعد موجة من الانتفاضات التي هزت المنطقة.،وكان النفوذ الجديد الذي اكتسبته ايران في العراق بعد الغزو الأمريكي عام 2003 جعل السعودية بالفعل في وضع دفاعي. كما أن النزاع النووي بين طهران من جهة والغرب واسرائيل من جهة أخرى أثار قلق دول الخليج المجاورة التي تخشى من اندلاع حرب وما ستؤدي له من تداعيات. كما التقت "رويترز " سفيرا في جامعة الدول العربية، قال إن دول الخليج تتمنى أن يساعد روحاني وهو مفاوض سابق في الملف النووي في نزع فتيل التوتر. أضافت: لكن مبعوث دولة خليجية في الجامعة قال إن روحاني لن تكون له سلطة كبيرة ومن غير المرجح أن تختلف آراؤه عن سابقيه. وقال "جميعهم يهدفون لتصدير الثورة الإيرانية لدول الجوار والتدخل في دول الخليج وسوريا ولبنان واليمن وغيرها لأن السياسة الخارجية الإيرانية يرسمها المرشد الأعلى وليس الرئيس". وبالنسبة للشيعة الذين يعيشون في دول أغلبها من السنة وكثيرا ما يشكون من اتهامهم بالعمالة لإيران فإن أي تخفيف للتوتر سيكون موضع ترحيب بالنسبة لهم، ناقشت "رويترز" بعض منهم، حيث قال خليل إبراهيم المرزوق من حزب الوفاق البحريني المعارض الذي يتحدث باسم الكثير من الشيعة إن الانتخابات ربما تحسن العلاقات في أنحاء منطقة الخليج مما سيساعد الشيعة، مضيفاً "عندما تتحسن العلاقات تنعدم مبررات الحكومة في حرمان شعب البحرين من حقوقه." وتابعت النقاش: قال جعفر الشياب وهو مسئول منتخب سابق في منطقة القطيف التي تسكنها أغلبية شيعية في السعودية "إذا هدأت هذه الحرب الطائفية المستمرة في المنطقة أو تحقق الاستقرار فسيساعد هذا على تحسين العلاقات بين السنة والشيعة هناك". وأضافت: قال خليل العناني وهو زميل في "معهد الشرق الأوسط" بواشنطن وموجود حاليا في القاهرة إن قدرة روحاني على دفع القيادة الإيرانية للتخفيف من مواجهتها مع دول سنية في المنطقة ليست واضحة لكنها ذات أهمية حيوية، مؤكدا أن "إصلاح علاقات إيران بالعرب سيتطلب من روحاني أن يضمن دعما قويا من مراكز القوى المهمة في إيران.. وهذا غير مرجح على المدى القصير". وتسأل "عما إذا كان روحاني قادرا على أن يكون خاتمي آخر مهم وحيوي لكل من إيران والعرب".