عاجل

"واشنطن بوست": الصراع في مالي يستعيد أوجه التشابه في حروب العراق وأفغانستان والصومال

صحيفة (واشنطن بوست)

رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الصادرة اليوم الاثنين، أن الصراع فى مالى أصبح يستعيد بشكل متزايد أوجه التشابه فى حروب بالعراق وأفغانستان والصومال، وذلك عقب مرور أربعة أشهر على تدخل القوات الفرنسية فى شمال البلاد لطرد الإسلاميين. وذكرت الصحيفة، فى تقرير لها أوردته على موقعها الإلكترونى، أنه رغم طرد المتشددين الإسلاميين ومقاتلى القاعدة من مدينة (تمبكتو) وغيرها من المدن المهمة، لوحظ تكرار الهجمات الانتحارية والهجمات التي تتم من خلال تفجير عبوات ناسفة على يد هؤلاء المتشددين من أجل الانتقام من أعدائهم في مناطق مأهولة بالسكان، مما زاد مخاوف وجود شبكة تجسس سرية تعمل لصالح المتشددين. وأشارت إلى وقوع خمس هجمات انتحارية على الأقل في مدينتين شماليتين، مما أدى إلى إصابة جنديين ماليين على الأقل، فيما قال الكولونيل كيبا سانجارى، القائد فى القوات المالية التى قاتلت جنبا إلى جنب مع القوات الفرنسية، إن "خروج الجهاديين من الشمال لا ينفى تواجدهم روحيا، فهم يمتلكون عائلات ومنازل هناك، حتى وإن قلت الهجمات فهذا لا يعنى أننا نعيش فى سلام". وأضافت الصحيفة أنه "رغم وجود شعور عام بالرضا بسبب إنهاء حكم المتشددين فى شمال مالى، لا تزال المنطقة ظلا لماضيها، حيث أصبحت شوارعها مهجورة وشبه خالية بعد أن كانت تعج بالتجار والزائرين". وأوضحت أن عشرات الآلاف من سكان مناطق شمال مالى الذين فروا إبان حكم المتشددين لم يعودوا حتى الآن، حيث مازالوا يعيشون فى مخيمات اللاجئين خارج مالى أو مع ذويهم وأصدقائهم بالعاصمة باماكو أو غيرها من مدن الجنوب التى لم يصلها العنف. وأفادت بأن فرنسا تعتزم سحب ثلاثة أرباع قواتها المنتشرة فى مالى والتى يبلغ قوامها 4 آلاف جندى بحلول نهاية العام الجارى ليحل محلهم قوات حفظ سلام أممية يبلغ عددها 12 ألفا و600 جندى، غير أن هذه القوات لن تستخدم السلاح إلا فى حالات الدفاع عن النفس فقط مما قد يشكل تحديات طويلة الأمد للجهود الفرنسية الرامية إلى تطهير مالى من المتشددين. وحول تداعيات حكم المتشددين لشمال مالى، ذكرت (واشنطن بوست) أن وجود المتشددين فى شمال مالى طيلة أشهر متواصلة قبل وصول القوات الفرنسية دمر صناعة السياحة والحياة الاقتصادية للسكان، وهو ما تجلى فى غلق أغلب الفنادق ومتاجر التحف وزيادة معدلات البطالة.