عاجل

  • الرئيسية
  • صحافة وتوك شو
  • الإيكونوميست: استئناف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين خطوة جيدة لجميع الأطراف المعنية

الإيكونوميست: استئناف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين خطوة جيدة لجميع الأطراف المعنية

الإيكونوميست

اعتبرت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية الحديث عن استئناف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين بمثابة خطوة جيدة لجميع الأطراف المعنية. وأشارت - في تعليق على موقعها الإلكتروني اليوم "الثلاثاء" إلى تمكن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أخيرا، بعد ست جولات مكوكية إلى المنطقة على مدار الخمسة أشهر الأخيرة، من إقناع الإسرائيليين والفلسطينيين بالموافقة على الرجوع للتفاوض بعد توقف استمر زهاء ثلاث سنوات. ولفتت المجلة إلى اتهام كل من الطرفين للآخر بالمراوغة؛ راصدة على الجانب الفلسطيني حديثا عن موافقة الأمريكيين على قيام المحادثات على حدود ما قبل حدود عام 1967، وعن التزام إسرائيل بوقف العمل الاستيطاني على الأقل خلف القدس الشرقية والبؤر الاستيطانية القريبة من حدود 1967. فيما رصدت على الجانب الإسرائيلي إنكار أي التزام من جانب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مشيرة إلى أول تعليق للأخير على استئناف المحادثات حيث قال "إن الفلسطينيين بحاجة إلى تقديم تنازلات حتى نتمكن من استمرار الحفاظ على أمننا ودعم مصالحنا القومية الحيوية والتي تشتمل بحسب بعض مؤيديه على مواقع دينية في العمق من الضفة الغربية مثل منطقة الخليل". ورجحت "الإيكونوميست" أن تكون المخاوف من التعرض للعزلة وراء تمهيد الطرفين لطرقهما المؤدية للمحادثات؛ مشيرة إلى قرار الاتحاد الأوروبي بوقف تمويل الهيئات الإسرائيلية القائمة وراء حدود 1967 والتعاون معها، مرجحة أن يكون هذا القرار قد ساهم في تراجع نتنياهو عن موقفه المتصلب. كما رجحت أن يكون تخوف نتنياهو من أن يؤدي رفضه للمفاوضات إلى تعزيز موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس لدى الأمم المتحدة في سبتمبر المقبل سعيا لحشد الاعتراف الأممي بدولة فلسطين. وعلى الجانب الفلسطيني، رجحت المجلة أن تكون مخاوف عباس من التهديدات الغربية بتقليص التمويل لسلطته المعتمدة على المساعدات في ظل الضغوط الدبلوماسية وراء الكواليس والبيانات العامة الصادرة عن السويديين والتلويح بإمكانية ضجر المانحين من مشروع بناء الدولة الذي يبدو متعثرا بعد عقدين من تدشينه أول مرة. ورأت "الإيكونوميست" أن إلحاح كيري على إحراز تقدم على صعيد قضية الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني في الوقت الراهن، على الرغم من أن قضايا إقليمية أخرى أكثر اشتعالا قد تكون في صدارة أجندة أعماله، يستلزم مكافأة رمزية على الأقل من الجانبين المعنيين جزاء جهوده المضنية. كما رأت أن رصيد أمريكا المتآكل من المصداقية في المنطقة تجنب بذلك ضربة أخرى على الأقل حتى الآن. ورصدت المجلة البريطانية ما أثاره إعلان استئناف المفاوضات من النقد الموجه إلى الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني من خصومهما المحليين؛ حيث تعهدت جماعات ضغط المستوطنين، التي يعتمد ائتلاف نتنياهو على دعمها، بمنع نتنياهو من الإقدام على ما وصفته بالتدابير "غير اليهودية". وعلى الصعيد الفلسطيني، رصدت المجلة رفض عدد من الفصائل الفلسطينية، بينها "حماس" التي تحكم غزة، العودة إلى المحادثات دونما تعهد إسرائيلي بالالتزام بشروط واضحة، متخوفين من محاولة إسرائيل كسب الوقت لبناء مزيد من البؤر الاستيطانية بالضفة الغربية على غرار ما حدث في الماضي. واعتبرت "الإيكونوميست" الحديث عن استئناف المفاوضات بمثابة خطوة جيدة لجميع الأطراف المعنية؛ فالنسبة لعباس تعتبر فرصة لكسب مزيد من التمويل المالي والذي حدده كيري من قبل بنحو 4 مليارات دولار قد تظل حبيسة الأدراج حتى إحراز تقدم ملحوظ على صعيد المفاوضات. وبالنسبة لنتنياهو، فإنه بات قادرا على الأمل في تخفيف وطأة الضغوط الدولية المتصاعدة على إسرائيل ، وبالنسبة لأمريكا، فإنها ستستطيع الشعور بإحراز أية خطوة جيدة تعزز من مصداقيتها المتآكلة بالمنطقة.