قالت صحيفة "جارديان" البريطانية إن تأجيل الإدارة الأمريكية تسليم مقاتلات "إف-16" للقوات الجوية المصرية بمثابة انتقاد ضمني للطريقة التي يتصرف بها الجيش المصري منذ الإطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي. وأضافت الصحيفة – في سياق تقرير نشرته اليوم على موقعها الإلكتروني – أن قرار وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) جاء بعد ساعات من الكلمة المثيرة للجدل التي ألقاها القائد العام للقوات المسلحة المصرية الفريق أول عبد الفتاح السيسي وطالب فيها ملايين المصريين بالنزول لشوارع مصر تأييدا للجيش – وهي دعوة فسرها الكثيرون على أنها ما يسبق حملة وحشية على أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي. وقالت الصحيفة إن تحرك البنتاجون يأتي أيضا عقب قرار اتخذته الحكومة البريطانية في التاسع عشر من الشهر الجاري بتعليق صادرات الأسلحة إلى الجيش والشرطة في مصر، عقب تقارير أفادت استخدام قوات الأمن الحكومية القوة المفرطة المفرطة في فض الاحتجاجات الموالية لمرسي. وأشارت الصحيفة إلى أن متحدثا باسم وزارة الدفاع الأمريكية قال أمس الأربعاء إنه في ضوء الموقف الحالي في مصر لا نعتقد أنه من الملائم المضي قدما في هذا التوقيت بتسليم مقاتلات "إف-16". ولفتت الصحيفة إلى أنه برغم تأجيل تسليم هذه الطائرات الحربية فإن الولايات المتحدة ستستمر في منح معدات قيمتها 3ر1 مليار دولار لمصر والمضي قدما في المناورات العسكرية الأمريكية المشتركة. ونوهت الصحيفة إلى أنه مع ذلك فان هذه الخطوة لن تجدي في إخماد المشاعر المتنامية المناهضة للولايات المتحدة من كافة الفصائل في مصر. وتابعت الصحيفة القول إن الرسائل التعسفية الموجهة إلى كل من باترسون والرئيس الأمريكي باراك أوباما تظهر في العديد من شوارع منطقة وسط البلد في القاهرة بسبب الطريقة التي شوهدت بها الولايات المتحدة وهي تقف إلى جانب مرسي قبل الإطاحة به. وأشارت الصحيفة إلى أن أنصار مرسي انقلبوا أيضا الآن على الولايات المتحدة – حيث قام البعض بمسيرة هذا الأسبوع باتجاه سفارتها – بسبب رفض المسئولين الأمريكيين الشجب المطلق لعملية الإطاحة بمرسي.