عاجل

مونيتور: دعوة التدخل في سوريا من قوي الغرب لن تكون مثل ماحدث في ليبيا

ذكرت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية اليوم الجمعة أن دعوة فرنسا والقوي الغربية باستخدام القوة ازاء الاشتباه في استخدام النظام السوري لأسلحة كيميائية قد تعيد سيناريو تدخل الغرب في ليبيا منذ عامين ولكن ليس بنفس الطريقة. وأشارت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الالكتروني اليوم الجمعة- إلى أنه إذ كان هذا هو السيناريو الذي سيتم تنفيذه فستختار الولايات المتحدة "اللعب من وراء الكواليس" كما كانت خلف اطاحة الزعيم الليبي السابق معمر القذافي على ايدى حلف شمال الأطلسي" الناتو". ونقلت الصحيفة عن بعض المحليين الدبلوماسيين قولهم " إن تكرار تصريحات الولايات المتحدة بالتدخل غير محتمل على الاطلاق فلن يحدث أية تدخل غربي مالم تبرهن الدلائل على استخدام النظام السوري بقيادة بشار الأسد لأسلحة كيميائية على بعض ضواحي دمشق". وأضاف المحللون أنه على الرغم من تحذير الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقلقه من استخدام أسلحة كيميائية منذ عام مضي فلا يتوقع أي شخص أن تقوم الولايات المتحدة بشن حملة واسعة النطاق على سوريا تحت أية ظرف. وأفادت الصحيفة أنه لم يوقف حقيقة الموقف فى سوريا اتخاذ فرنسا وبعض الدول الأخري موقف عدائي ، وقد ظهرت دعوات التدخل على الساحة مرة أخري حينما طالب رئيس الوزراء الفرنسي لوران فابيوس بالتدخل لو ثبت استخدام نظام بشار الأسد اسلحة كيميائية. وقال تشارلز كوبشان وهو مدير الدراسات الأوربية في مجلس العلاقات الخارجية بواشنطن، ولو حدث أن هناك أية نوع من أنواع التدخل من القوى الغربية في سوريا ستكون أمريكا فى المقدمة وليس من وراء الكواليس فلن يكن باستطاعة أكبر قوتين في أوروبا بريطانيا وفرنسا على قيادة هذه الحملة ، حيث أن سوريا مختلفة تماما عن ليبيا نظرا إلى التعقيدات الدولية والإقليمية التي ستجابهما وبناء عليه ستأخذ الولايات المتحدة القيادة وإن احتمالية حدوث أمر شبيه بما حدث في ليبيا ضعيف. وفي نفس السياق، قال كوبشان أستاذ الشئون الدولية في جامعة جورج تاون أيضا، ليست هذه المرة الأولي التي يتبني فيها حلفاء الولايات المتحدة سياسة التدخل قبل واشنطن نفسها ، فطالما كانت فرنسا وبريطانيا على استعداد بتزويد الثوار بالأسلحة ولكن في نهاية المطاف يبقى الوضع دون اتخاذ اجراء على أرض الواقع، على عكس الولايات المتحدة الأمريكية. ويري كوبشان أنه حتي لو ثبت استخدام النظام السوري لأسلحة كيميائية فلن يكون الأمر على نفس النطاق كما حدث في لبييا وحتي لو قيل أن التدخل في ليبيا قد أتي بثماره وهو الاطاحة بالقذافي فيري الكثير أن هناك بعض التأثيرات السلبية طويلة وقصيرةالمدي ، فأما على المدي القصير نري ما حدث في ليبيا وبني غازي بالأخص حينما قام مسلحون بشن هجوم على بعثة الولايات المتحدة والتي اسفرت عن مقتل السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز و ثلاثة أخرين. وتابع، وأما على المدي البعيد أدي التدخل إلى تدفق الأسلحة بعد انتهاء الصراع إلى مالي ، حيث الصراع بين القوات الفرنسية والموالين لتنظيم القاعدة وأدى التدخل أيضا إلى الوصول بليبيا إلى الحضيض. ويضيف كوبشان أن تعدد النسيج السوري بين قوميين وجهاديين والمقاتلين الأجانب الموالين للنظام يوضح مدى تعقد الوضع وخطورته عن ما كان في ليبيا . ويصنف كوبشان بعض العوامل الأخري التي تجعل سوريا مختلفة عن ليبيا، فقال إن أحد العوامل أيضا هو مسألة الانقسام الطائفي المعقد وعدم مقدرة المعارضة السورية على توحيد الصف.