عاجل

مقتطفات من مقالات كتاب الصحف

تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الثلاثاء عددا من القضايا من أهمها الشأن الداخلي. ففي مقاله بصحيفة "الجمهورية" أكد السيد البابلي رئيس تحرير الصحيفة: أننا لا نتعلم من أخطاء الماضي ففى عام 1947 صدر قرار تقسيم فلسطين وتدخلت الجيوش العربية لمساعدة الفلسطينيين ضد العصابات الصهيونية عام 1948 وفلشت فى اداء مهمتها وضاعت فلسطين. ولفت إلى أنه ومنذ ذلك الوقت ونحن نتحدث عن "عدالة" القضية الفلسطينية .. واستعادة فلسطين .. ومررنا خلال ذلك بحرب 1967 التى ضاعت فيها الجولان السورية وسيناء المصرية والضفة الغربية الأردينية .. وتغيرت قضيتنا "العادلة" من استعادة فلسطين إلى استعادة الأراضى العربية المتحلة . وأشار إلى أن ذلك يحدث لأننا نتصرف بنفس منطق "القضية العادلة" ، ونحن نعتقد أن العالم كله يدرك ويتفهم ما الذى يحدث فى مصر .. ونعتقد أن العالم تابع ويتابع إرادة الشعب المصرى فى رفض حكم الإخوان .. ونتحدث ونشكك فى نوايا الآخرين تجاهنا ، ونضعهم فى خانة العداء لنبدأ فى توجيه الاتهامات واثارة المعارك معهم بدعوى أو بزعم أن ذلك نوع من الموطنية والغيرة على الكرامة المصرية. وأكد أننا بذلك نكرر أخطاء الماضى ، ونخسر القضية العادلة ، فكما كانت القضية الفلسطينية ، وتحرير الأراضى العربية قضية مضمونة مائة فى المائة أضاعها دفاع ضعيف بمنطق معكوس وفكر عقيم ، فإننا بنفس الطريقة نتعامل مع قضيتنا الحالية ونتحاور بمفاهيم محلية واحيانا بتصرفات صبيانية . وقال نحن فى حاجة إلى العالم .. وإلى علاقات طبيعية وجيدة مع الآخرين ، وليس مفيدا لنا أن يكون هناك تباعد مع أى دولة سواء من الذين ينتقدوننا أو من الذين انحازوا ضدنا أو من المترددين فى اتخاذ قرار وموقف . ولفت إلى أن هناك جهودا طيبة يبذلها وزير الخارجية فى هذا الاتجاه، وتحركا يأخذ شكلا واعيا ، ولكن الاهم فى هذه المرحلة هو الخطاب الاعلامى ، وهو خطاب حائر ، متناقض ، ويفتقر احيانا إلى الرؤية واحيانا للمهنية وفى احيان كثيرة يأتى كرد فعل بعيدا عن الهدوء والتعقل والخبرة ويقود الجميع إلى حالة من الارتباك والتخبط والمزايدة ، وتضيع الحقيقة ، وتضيع معها أية "قضية عادلة". ومن جانبه، أكد الكاتب جلال دويدار، في مقاله بعنوان خواطر في جريدة الأخبار، أننا عشنا سنوات ضحايا لعملية خداع وتضليل من جانب واشنطن ترفع خلالها شعار مكافحة الإرهاب?. ?لافتا إلى أنه وعلى ضوء ممارسة هذا الدور وما أحاط به من تطورات وممارسات اكتشفنا ان الهدف ليس مكافحة الإرهاب وإنما رعايته?. وقال إن ما جري ويجري في مصر من تحالف ودعم ومساندة سرا وعلنا لجماعة الإرهاب الإخواني خير دليل علي هذه الحقيقة التي فضحت أن الهدف ليس مكافحة الإرهاب وإنما استثماره لخدمة المصالح الأمريكية في السيطرة والهيمنة. وتساءل الكاتب كيف بالله يمكن تفسير وقوف الإدارة الأمريكية ومن ورائها كل أجهزتها دعما وتأييدا ومساندة لجماعة الإرهاب الإخواني. مشيرا إلى أن هذا ظهر على مسرح الأحداث في أعقاب اسقاط ثورة 25 يناير لنظام حكم الرئيس مبارك مستهدفا اجهاض هذه الثورة تجنبا لتأثيراتها علي مصالح اللوبي الأمريكي الصهيوني?. و أشار إلى أنه ليس ما قامت وتقوم به جماعة الإخوان الإرهابي من جرائم ضد الشعب المصري سوي اتباع لتعليمات الإدارة الأمريكية لانقاذ ما يمكن انقاذه بعد اسقاط حكمها..بهدف الابتزاز والحفاظ علي وجودها علي الساحة شوكة في جنب الأمن القومي المصري. وأضاف "كعادة الإدارات الأمريكية في التزامها بالانحطاط الأخلاقي والضرب عرض الحائط بكل المبادئ والقيم من أجل مصالحها ومصالح إسرائيل..عمدت ومن ورائها عملاؤها إلى استخدام كل الأساليب لإرهابنا والضغط علينا لمقاومة انهيار مؤامراتها ومخططاتها ودون أي شعور بالخجل فإن ذلك لم يمنعها من الاضطلاع الفعال بدور رعاية الإرهاب لتثبت لشرفاء العالم ان ادعاءها بمكافحة الإرهاب لم يكن سوي خدعة كبري. ومن جانبه قال الكاتب مكرم محمد أحمد، في عموده بصحيفة "الأهرام"، إن الهزيمة الثلاثية الابعاد التي منيت بها جماعة الاخوان على ارض الواقع وعلى المستويين الإقليمي والدولي، لا تعني أن مصر قد تخلصت تماما من إرهاب الجماعة، ولم تعد هناك مخاطر تهدد أمنها واستقرارها. وأكد أن الجماعة رغم محنتها الراهنة وحالة الشتات التي يعيشها قادتها لا تزال على فكرها القديم، الذي تروج له وتعمل من أجله بعض القيادات الهاربة، خاصة محمود عزت رئيس القسم الخاص ومساعده البلتاجي الذين يوجهون اغلب عمليات الارهاب للانتقام من ضباط الشرطة، وبلغت بهم الخسة حد مطاردة الصحفيين وأصحاب الرأي واحراق دورهم ومكاتبهم ومكتباتهم في عمل همجي يعيد إلى الذاكرة افعال التتار. وتابع الكاتب: ولان للقضية، مع الاسف، جانبها الفكري في وجود فقهاء مأجورين للجماعة يبتسرون النص الديني، ويأولونه وفقا لمصالح الجماعة المتغيرة، تبقى الخواتيم معلقة على نجاح الدولة والمجتمع المدني في مقاومة فكر الارهاب وإثبات فساده". وأشار إلى أنه برغم تأخر ظهور تيار رشيد داخل الجماعة يطالب بمراجعة افكارها ومناهجها وادواتها وسياساتها، كما حدث في مراجعات الجماعة الاسلامية التي اعلنت وقف اعمال العنف من جانب واحد بعد ان تم حصارها وتجفيف مواردها من المال والسلاح، وابدت استعدادها لاعادة النظر في رؤيتها الخاطئة لمفاهيم الجهاد ودعاوى الحسبة وعمليات العدوان على اقباط مصر وتعرضها للسياحة وهجومها المسلح على محال الذهب. وقال إن الأمر المؤكد، ان محنة الجماعة سوف تسفر بالضرورة عن ظهور تيارات جديدة داخلها تطالب بضرورة البدء في هذه المراجعة الشاملة، خاصة أن المصريين فقدوا الثقة في الجماعة وتزداد اقتناعهم يوما وراء يوم بأن الجماعة لم تكن حزبا سياسيا ولم تكن جمعية دعوية، ولكنها في الاصل والجوهر تنظيم ارهابي مسلح يسعى لفرض سطوته على غالبية الشعب المصري. وأكد الكاتب أن عملية المراجعة لابد ان تشمل كل الاحزاب الدينية التي خلطت بين الدين والسياسة، خاصة أن تجربة مصر على امتداد العامين الاخيرين تؤكد حاجتها الملحة الى نص دستوري جديد يمنع قيام الاحزاب على اسس دينية، ومهما تأخرت مطالب الاصلاح داخل الجماعة فان الاصلاح قادم لا محالة، وسوف يعصف بأفكار الجماعة ومناهجها وكل قياداتها من الصفين الاول والثاني لصالح فكر جديد أكثر تسامحا وأقل فاشية، يضع الحدود الفارقة بين الدين والسياسة ويتوقف عن استغلال شبابها المخدوع على هذا النحو المؤسف.