عاجل

صحف عربية تندد بالأزمة السورية والمجازر التي ترتكب بحق المدنيين الأبرياء

نددت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء ، بالمجزرة البشعة التي ارتكبها النظام السوري بالسلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية وراح ضحيتها المئات من بينهم أطفال ونساء وشيوخ . وقالت صحيفة "البيان" الاماراتية في افتتاحيتها تحت عنوان (حراك دولي لإنقاذ سوريا) إنه منذ الكشف عن المجزرة البشعة التي ارتكبت بالسلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية وأودت بحياة المئات مع تبادل الاتهامات بين النظام والمعارضة بشأن المسئولية عنها، يشهد الملف السوري حراكا داخليا وخارجيا على الصعيدين السياسي والميداني على أمل وقف نزيف الدماء في بلد أعلن رفضه للاستبداد مع تصعيد واضح في الخطاب الدولي تجاه النظام السوري بعد هذه المجزرة الرهيبة. وأضافت الصحيفة أنه بالتزامن مع توجه قافلة من مفتشي الأمم المتحدة إلى موقع المجزرة الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة على مشارف دمشق، أعلنت تركيا على لسان وزير خارجيتها أحمد داوود أوغلو أنها مستعدة للانضمام إلى ائتلاف دولي ضد نظام الأسد ردا على الهجوم الكيماوي حتى في غياب إجماع في الأمم المتحدة. وأشارت إلى ما أعلنه وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في وقت تشهد العاصمة الأردنية عمان إجتماعا من المقرر أن يختتم اليوم يضم رؤساء هيئات الأركان لجيوش عدة دول منها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى جانب دول عربية لبحث أمن المنطقة وتداعيات النزاع السوري.. أن هذا الاجتماع العسكري مبرمج له منذ أسابيع وشهور موضحا أن "أجندته معروفة" وأنها ستدرس تطورات الموقف على الأرض والسيناريوهات المطروحة في المنطقة كافة وتأثيرها على أمن واستقرار الدول المعنية. وذكرت الصحيفة أنه في الوقت الذي أعطى النظام السوري ضوءا أخضر للمراقبين الدوليين للتحقق من مجزرة الغوطة اعتبرت الدول الغربية أن موافقته جاءت متأخرة جدا معلنة أنها تتشاور بشأن خيار عسكري ردا على الهجوم الأمر الذي قابله الأسد وحليفته موسكو بتحذير الولايات المتحدة من عواقب بالغة الخطورة لأي تدخل عسكري في سوريا. وأعربت "البيان" في ختام إفتتاحيتها عن أملها أن يكون الحل قريبا لافتة في الوقت نفسه إلى أن بوادره لا تبدو واضحة في الأفق المنظور وكل ذلك على حساب أرواح ودماء أهالي سوريا الأبرياء الذين يتخذهم النظام كباش فداء لضمان وجوده وإبقاء سلطته . في حين ، اعتبرت صحيفة "الوطن" القطرية أن روسيا " لونت إشارة خضراء" للغرب بتنفيذ إرادة المجتمع الدولي في قصف الذراع الكيماوية للنظام السوري، وقطع دابرها إلى الأبد، حتى لايعود إلى استخدامها في أي ظرف، ولأي سبب، وذلك بعد تصريحات وزير خارجية روسيا، سيرجي لافروف، التي أكد فيها أن بلاده " لن تدخل في حرب ضد أحد في حال التدخل العسكري في سوريا". وتحت عنوان (موسكو والإشارات الخضراء) رأت الصحيفة، أن موقف روسيا " لا يأتي من فراغ "، رغم معارضة تبديها موسكو لأي عمل عسكري ضد حليفها الذي يمنحها ميناء طرطوس، موطئ القدم الوحيد لروسيا على المتوسط". وقالت الصحيفة " إن موسكو أدركت أن استمرارها في مساندة نظام سيفرط في استخدام المجازر الكيماوية إن غض المجتمع الدولي الطرف عن جرائمه الكيماوية، وأن استمراره اقتراف هذه المجازر ضد شعبه، سيحملها أمام المجتمع الدولي مسؤولية كبيرة، خاصة أن موسكو تدرك قبل غيرها أن استخدام النظام السوري للكيماوي أمر مؤكد.. وأنه لا سبيل للتنصل من مجزرة الغوطة الشنعاء". وأضافت "أن روسيا أعلنت مبكرا الراية البيضاء، واكتفت بموقف شفوي فيه من الرسائل والتلويحات الكثير، بعدما تلمست أن المجتمع الدولي لن يظل رهينة للفيتو المزدوج الذي تستخدمه موسكو وبكين لصالح نظام ، هو بكل تأكيد آيل للسقوط، وأنه قد آن الأوان للتخلص من نظام دموي يشيع دمارا في بلاده، ويتآمر على غيره في المنطقة ". ورأت "الوطن" أنه صار بوسع المجتمع الدولي الآن أن يمارس إرادته، حتى لو اقتضاه الأمر أن يتوصل إلى تنفيذ هذه الإرادة دون الحاجة إلى إجماع في مجلس الأمن الدولي . من جانبها ، شددت صحيفة " الشرق" السعودية على أن إزاحة نظام بشار الأسد من الحكم في سوريا، مثل الهدف الأول لثورة السوريين ومطلبهم الأول منذ مارس 2011 حتى الآن . وأوضحت الصحيفة أن السوريين اختصروا مطالبهم في "رحيل بشار"، واعتبروا أن تحقيق هذا المطلب يستحق منهم أن يضحوا بأرواحهم وأموالهم ، مشيرة إلى أن الشعب السوري يعتقد أن إزاحة بشار الأسد ستكون مفتاح الحل، وأن أي حل ينص على بقائه كمكون من مكونات سوريا المستقبل سينتهي إلى الفشل . وتابعت قائلة " إن المأساة التي يعيشها شعب سوريا لاتحتمل التسويف في حلها أو الالتفاف على المطالب المشروعة، لقد أزهق الأسد أرواح مائة ألف سوري، وشرد الملايين داخل الأرض السورية وخارجها، وبالتالي ليس معقولا أن يتحدث الغرب عن توجيه ضربة عسكرية لمنحه فرصة أخرى ولإرغامه على الدخول في مباحثات، ليس هذا ما يتمناه السوريون، وليس هذا ما ينتظرونه من المجتمع الدولي الذي تخلى عنهم لما يزيد عن عامين". أما صحيفة " اليوم " السعودية فقد أشارت إلى أن رئيس النظام في سوريا منفصل تماما عن الواقع ومصاب بهستيريا الخوف من مجهول لا يبدو أنه يحسن تقييمه. وأوضحت الصحيفة أن حديث الاسد إلى صحيفة " ايزفستيا " الروسية يوم أمس، أغدق المواعظ السياسية على بلدان العالم، بينما لو تحلى بهذه المواعظ الذهبية لما قضى نحو ربع مليون سوري في أتون الحرب التي هندسها بسبب رعونته ولما مات الأطفال السوريون كالذباب بسموم الأسلحة الكيماوية بسبب دمويته وجرأته على ارتكاب الفظائع. وخلصت إلى أن تصريحات بشار الأسد، ليست هذيان احتضار، ولاتختلف عن أفعال ميلشياته ومواقف رعاته وداعميه، فهو يحاول تسلية مواليه ، وإرضاء سادته في طهران ، ويتجاهل الواقع بكل حقائقه المرعبة للنظام ولرعاته. ومن ناحية أخرى ، اعتبرت صحيفة "المدينة" السعودية أن الخيار العسكري ضد النظام السوري مرجحا بعد الهولوكوست الكيميائي، الذي استهدف الغوطتين، بالقرب من دمشق الأربعاء الماضي، وأفزع العالم كله، بعد سقوط مئات الضحايا من الأبرياء، بينما ترجح الدلائل مسؤولية النظام السوري المباشرة عن تلك الجريمة، لاسيما بعد سماحه لفريق التفتيش الدولي بمعاينة موقع الجريمة بعد مرور بضعة أيام من وقوعها بهدف إخفاء معالمها. وقالت الصحيفة " إن مسؤولية المجتمع الدولي إزاء جريمة مأساوية بهذا الحجم تقع بالدرجة الأولى على عاتق الولايات المتحدة التي أعلنت في السابق أن استخدام الكيماوي سيكون خطا أحمر لن تسمح بتخطيه، حيث يتطلب الموقف الآن الالتزام بالخطوط الحمراء بشأن استخدام السلاح الكيميائي في سوريا، وفق ما تعهد به الرئيس أوباما نفسه قبل بضعة أشهر". وتوقعت أن يكون رد فعل موسكو وبكين الانزعاج الشديد، وإطلاق التهديدات بعد توجه العديد من القطع البحرية الأمريكية تجاه السواحل السورية. وبدورها قالت صحيفة "الوطن" العمانية ، "إن جريمة استخدام السلاح الكيماوي ضد مدنيين أبرياء في سوريا في كل من الغوطة وخان العسل تفضح الحقيقة الثابتة بوجود مؤامرة كونية تستهدف سوريا ". وبينت الصحيفة تحت عنوان (نعيق الغربان ودموع التماسيح) أن ما يسكب من دموع على منصات المؤتمرات الصحفية ومنابر الإعلام المأجورة ما هي إلا دموع تماسيح تخفي كم الكره والحقد على سوريا لتبنيها نهجا ممانعا مقاوما يرفض الخنوع والإذلال والتبعية لأعداء الأمة والقوى الامبريالية الاستعمارية الغربية. وأكدت "الوطن" أن استخدام السلاح الكيماوي في سوريا هو جريمة بشعة تثبت حجم العجز والخور الذي أصاب قوى معسكر المؤامرة وأدواته .