عاجل

مقتطفات من مقالات كبار كتاب الصحف المصرية

تناول كبار كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الخميس عددا من القضايا المهمة. ففي مقاله "هوامش حرة" بجريدة "الأهرام" وتحت عنوان "مصر التي أحببناها"، قال الكاتب فاروق جويدة "من يضئ قناديل الحب والرحمة في شوارع مصر مرة أخرى..من يعيد التواصل إلى القلوب التي تسربت إليها أشباح الكراهية..من يعيد فرحة الجيران مع بعضهم ويعيد النفوس إلى صفائها القديم..من يزرع أشجار المحبة وسط صحراء أيامنا التي اتسعت وتحولت إلى علاقات إنسانية مريضة..أسأل نفسي أحيانا كيف اقتحمت عواصف الحقد والكراهية حياة المصريين وكانوا من أكثر شعوب الأرض حبا وصفاء ورحمة..من غير طعم الحياة في نفوسنا حتى وصل بنا الحال إلى أن يطرد الأب ابنه ويطرد الزوج زوجته ويقتل الأشقاء بعضهم بعضا..هل هى خطايا الساسة هل هى صراعات الفكر المريض هل هى الأمية أم الجهل أم الفقر والجوع". وقال الكاتب "من كان يصدق أن تسيل كل هذه الدماء في صراعات سياسية بغيضة..من كان يصدق أن تشهد شوارعنا وبيوتنا ومؤسساتنا كل هذا التخريب..من كان يصدق أن ينقسم المصريون إلى أشلاء متناثرة في الشوارع والميادين..ومن لديه القدرة أن يجمع كل هذه الأشلاء ويصنع منها كيانا جديدا تدب فيه روح الرحمة والتواصل والمحبة". وأضاف "أعرف أصدقاء انقطعت كل وسائل الود بينهم بسبب الخلافات السياسية، أعرف أشقاء حملوا السلاح على بعضهم بسبب انقسامات السياسة هذا إخواني وهذا سلفي وهذا مواطن عادي لم يعرف شيئا غير أنه مصري. أعرف أزواجا انفصلوا بعد عشرات السنين التي عاشوها معا من يصدق أن رجلا في سبعينيات العمر يطلق زوجته وهى في نفس عمره بسبب مشاجرة سياسية أمام الأبناء انتهت بالانفصال.. أعرف كتابا باعوا أقلامهم في كل المناسبات مع الثوار وضد الثوار ومع الفلول وضد الفلول ومع الإخوان والسلفيين وكل الاتجاهات.. وأعرف كتابا لم تتغير مواقفهم مع عهود رحلت أو عهود أخرى جاءت". واختتم الكاتب مقاله قائلا "إن أشباح الكراهية التي تعبث الآن في قلوب المصريين شيء جديد علينا لأن المصري إنسان عاشق للحياة، إنه يحب وطنه وأرضه ودينه وبيته وعمله.. إن الحب جزء أصيل من حياتنا وكان شيئا غريبا أن تظهر في مصر أشباح الكراهية وعلينا أن نتصدى لها ونقطعها قبل أن تكبر وتتحول إلى أمراض وأوبئة اجتماعية تدمر أجمل الأشياء فينا .. عيدوا مصر التي أحبتنا وأحببناها". وفي مقاله (خط أحمر) بجرية "المصري اليوم" وتحت عنوان "فكرتان عاجلتان لـ(الخمسين)"، قال الكاتب سليمان جودة "سوف يكون شيء جيد للغاية، أن يلتفت الخمسون عضوا الذين يعدلون دستور الإخوان هذه الأيام إلى أمرين من الضروري أن نتوقف عندهما.. أما الأول فهو أن يشار إلى الدولة في الدستور بمسماها الحقيقي، وهو (مصر)، لا (جمهورية مصر العربية)، فالعالم كله في شتى اللغات، يعرفها على أنها Egypt، وهذا هو اسمها الذي كان ولايزال، وسوف يظل، وليس معقولا أن نقول عنها مرة إنها جمهورية مصر العربية، ومرة أخرى نسميها الجمهورية العربية المتحدة، وهكذا.. وهكذا.. مع أن أمامنا اسمها الخفيف على اللسان، والجذاب، والأصلي، وهو: مصر". وقال الكاتب "أما الثاني أن توضع حدود معقولة ومقبولة في الدستور الجديد لصلاحيات رئيس الجمهورية في العفو عن الأشخاص". وفي مقاله بجرية (الشروق) وتحت عنوان "خوف على سيناء وليس منها"، قال الكاتب فهمي هويدي "الشاهد أن سيناء في الإعلام المصري والوجدان العام أصبحت ساحة مسكونة بالبؤر الإجرامية من ناحية، وعصابات التهريب من ناحية ثانية، ثم إنها مصدر لأخطار وشرور تهدد أمن مصر تأتيها عبر الأنفاق المنتشرة على طول الحدود مع قطاع غزة". وقال الكاتب "ينتابني شعور بالخزي حين يخطر لي أن إسرائيل هى المستفيد وصاحبة المصلحة من خنق القطاع وتجويعه ومن المنطقة العازلة التي لم يستطع نظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك المضي فيها قبل خمس سنوات (عام 2008) فأوقفها توقيا لغضب الأهالي". واختتم الكاتب مقاله قائلا "لا يستطيع المرء إلا أن يسلم بأن التعبئة ضد الأنفاق وإيهام المصريين بخطرها حققت نجاحا مشهودا، إلا أن كل من له ضمير حي لابد أن تقلقه الكارثة الإنسانية التي تهدد القطاع جراء أحكام هدم الأنفاق..ولابد أن تتضاعف حيرته حين يجد أن فتح معبر رفح لمرور البشر والبضائع وإخضاعه لرقابة السلطة المصرية يمكن أن يمثل بديلا يطمئن المصريين ويريح أهالي القطاع، لكن مشكلته الوحيدة أنه لن يحظى برضى الإسرائيليين". وفي مقاله "بدون تردد" بجريدة "الأخبار" وتحت عنوان "الخيانة العظمى"، قال الكاتب محمد بركات "إذا كان هناك من يتصور أن الحرب على الإرهاب التي تخوضها مصر الآن في سيناء، وضد ذيوله ومخالبه الممتدة في بقية أنحاء الوطن، هى حرب سهلة وقصيرة الأمد، فهذا تصور غير صحيح على الإطلاق، بل هو تصور خاطيء جملة وتفصيلا". وقال الكاتب "ما يجب أن نعرفه، ونوطن أنفسنا عليه، ونرتب حالنا على أساسه، أن الحرب على الإرهاب هى حرب شرسة قاسية وأيضا غالية الثمن، وممتدة، وأي تصور يخالف ذلك هو نتاج عدم المعرفة وعدم العلم.. وما يجب أن ندركه باليقين أننا لا نملك رفاهية الاختيار بين أن نخوض غمار هذه الحرب، أو لا نخوضها، بل إن ما يجب أن نؤمن به جميعا هو أنه ليس أمامنا سوى خيار واحد، وهو المواجهة وبذل غاية الجهد للقضاء على جميع البؤر الإرهابية التي انتشرت وتوغلت واستوطنت في سيناء، واستئصال شأفتها تماما وتطهير الوطن منها والخلاص من خطرها". وأضاف "أحسب أنه بات واضحا لنا جميعا جسامة الجريمة التي ارتكبها في حق الوطن ذلك الرئيس المعزول، الذي فتح الطريق واسعا أمام عصابات الإرهاب، وجماعات التطرف كي تأتي من كل مكان لتستوطن في سيناء وتحولها إلى بؤرة سرطانية تنفث سمومها في جسد مصر كلها..وليس هناك جريمة أفدح أو أبشع مما ارتكبه هذا المعزول وجماعته في حق مصر، وقد سعى بكل الشر والخسة إلى تحويل سيناء إلى وكر للارهابيين، ومركز للتآمر على سلامة الوطن وأمنه واستقراره، وتدبير المؤامرات ضده. وتابع "إذا ما حاولنا البحث عن وصف أو مسمى ينطبق على الجريمة التي ارتكبها المعزول وجماعته في حق الوطن، فلن نجد غير جريمة الخيانة العظمى التي يمكن أن تعبر عن بشاعة ونذالة ما فعلوه، وما تسببوا فيه من دمار للوطن وسفك لدماء أبنائنا الشهداء الذين جادوا بأرواحهم فداء لمصرنا الغالية على أرض سيناء". واختتم الكاتب مقاله قائلا "من أجل ذلك لابد من القصاص العادل من القتلة الإرهابيين وممن جلبهم إلى سيناء وجاء بهم إلينا كي يقتلوا أبناءنا ويرهبونا ويهدروا سلامة وأمن الوطن".