عاجل

الأزمة السورية تتصدر اهتمامات الصحف العربية

اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الخميس بالأزمة السورية ومسئولية المجتمع الدولي تجاه الشعب السوري. ففي دولة الإمارات العربية المتحدة، حملت صحيفة (الخليج) المجتمع الدولي المسئولية الإنسانية والأخلاقية تجاه الشعب السوري, مشيرة إلى أن المجتمع الدولي لم يقم بمسئوليته بل هو في الواقع يتقاعس عن القيام بدوره وبما تقتضي شرعة حقوق الإنسان. وأشارت الصحيفة في هذا الصدد إلى أن أرقام عدد اللاجئين داخل سوريا وخارجها مهولة إذ تصل إلى حدود ستة ملايين نسمة في ظل أوضاع مأساوية ومعظم هؤلاء من الأطفال والنساء الذين لا يجدون معيلا عدا معاناتهم وحالة الخوف والقلق على المصير. وجددت تأكيدها ضرورة وضع نهاية سريعة للحرب الدائرة على الأرض السورية لأن الخاسر الوحيد هو الشعب السوري الذي ينزف ولأن مستنقع الدم سوف يتسع وكذلك رحلة التيه واللجوء. وفي المملكة العربية السعودية، أكدت صحيفة (الوطن) أنه ليس هناك متهم واحد بارتكاب جرائم حرب في سوريا فالتقارير المحلية والإقليمية والدولية تشير إلى أن طرفي الصراع مشتركان في تلك الجرائم البشعة والوحشية التي ترتكب ضد المدنيين والأبرياء الآمنين. ورأت أن فرصا كثيرة كانت أمام الطرفين المتقاتلين النظام والمعارضة لحل الأزمة سلميا دون إراقة نقطة دم واحدة ولكن الإصرار على الحرب أدى إلى مقتل أكثر من 150 ألف سوري وإصابة أكثر من مليون وتشريد ونزوح أكثر من أربعة ملايين. من جانبها، تساءلت صحيفة (الرياض) ..هل انتهى الدور الأمريكي في منطقتنا العربية، مبرزة أن سوريا قد تكون آخر المهمات العسكرية المعقدة في المنطقة العربية. وأوضحت أن رؤية أمريكا للمستقبل البعيد وضعها أمام تحديات أن الحروب يجب أن تكون آخر اهتماماتها دون التخلي عن قوتها العسكرية وتطورها، وهنا يأتي الأمر لمنطقتنا العربية والتي ظلت بؤرة الصراع لما يصل إلى خمسة عقود لأمريكا. وقالت كان السبب الرئيسي هو وجود الصراع العربي - الإسرائيلي وإلا تبقى إسرائيل، كحليف غير عربي، في مرمى الدول المحيطة بها، لكنها اليوم تعتبر القوة الأكبر في المنطقة كلها بما فيها الدولتان الإقليميتان إيران، وتركيا، وبالتالي لم يعد هاجس الخوف عليها عسكريا واردا. ووصفت صحيفة (المدينة) موافقة الكونجرس على طلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما تأجيل مناقشة الضربة العقابية التي كان من المقرر تصويت الكونجرس عليها أمس الأول، إضافة إلى الموافقة الضمنية لواشنطن والنظام السوري على المبادرة الروسية التي تتضمن تنازل طاغية سوريا بشار الأسد عن أسلحته الكيماوية لتجنب الضربة، بأنه تطور جديد غير مسبوق ويعكس ضعفا أمريكيا. وأشارت إلى أنه يعتبر مؤشرا واضحا على أن واشنطن لن تفعل شيئا إزاء امتلاك طهران للسلاح النووي في القريب المنظور، وهو ما دعا صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية إلى اعتبار الموقف الأمريكي بأنه هزيمة، وأنه ينذربشرق أوسط جديد يقع تحت الهيمنة الروسية. بدروها، قالت صحيفة (الشرق) السعودية إن روسيا دعمت نظام الأسد المتداعي، الذي اعتبرته عديد من الدول الكبرى أنه فقد شرعيته منذ أكثر من سنتين، في محاولة منها الإبقاء على آخر موطئ قدم لها في الشرق الأوسط، بعد خساراتها المتكررة على مدى العقدين الماضيين إثر تلاشي نفوذها مع انهيار الاتحاد السوفيتي. ولفتت إلى أن الدور والنفوذ الأمريكي بدأ في التراجع مع سياسة أوباما فيما حقق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته نجاحا كبيرا في إدارة الأزمة السورية، على حساب الغرب الذي بدا غير مكترث فيما يجري في سوريا. أما صحيفة (اليوم) فشددت على أن الأسلحة الكيماوية ليست إلا جزءا من الأسلحة الفتاكة التي يوجهها نظام الأسد إلى صدور مواطنيه كل يوم. ورأت أن كون نظام الأسد ورعاته يوافق على وضع الأسلحة الكيماوية تحت رقابة دولية، لا يعني أن السوريين بخير، ولا يعني أن مأساتهم قد انتهت. وقالت "إن قصص الموت ونهر الدماء في سوريا لا تنتهي بتسليم الأسلحة الكيماوية، إنما من المتوقع أن تزداد وحشية النظام وشراسة رعاته بأسلحتهم التقليدية، ولن يتخلوا عن سلوكياتهم الانتهازية في جعل فترة التحقيق في الأسلحة الكيماوية مناسبة لدفن مئات الآلاف من السوريين تحت التراب، وتشريد الملايين". وأشارت صحيفة (عكاظ) إلى الموقف الخليجي في اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الذي عبر عن رؤية دقيقة وعميقة لمستقبل سوريا وشعبها في حال استمر الرئيس الأمريكي مترددا حيال توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد، روسيا في تشجيع ودعم النظام على المناورة وتضييع الوقت الذي لا طائل من ورائه، ويدفع الشعب السوري وحده الثمن. ورأت أن الاستمرار في التسويف والمناورة والمماطلة يشجع نظام الأسد على المزيد من الطغيان والقتل والاستهانة بالمجتمع الدولي الذي بدا عاجزا عن محاسبته. على صعيد الوضع في مصر، أكدت صحيفة (الوطن) السعودية أن مصر الآن تحارب الإرهاب وجها لوجه .. موضحة أن الجماعات الإرهابية بسيناء طارئة على مصر، هى لا تعترف بالدولة أو مؤسساتها، كما أنها لا تؤمن بمفهوم المواطنة، أما موقفها من الديمقراطية والأقليات ومؤسسات المجتمع المدني فهو الرفض التام لهذه المفاهيم كونها كفرا فهى لا تؤمن إلا بلغة السلاح، والقتل، والاغتيال، وسائر أنواع الإرهاب، ومع الأسف يتم تصدير هذه الثقافة باسم الدين الحنيف. ونبهت الصحيفة إلى أن خطر هذه الجماعات لا يقتصر على تهديد الأمن، بل يتعداه إلى محاولة التغلغل في النسيج الثقافي المصري المتمدن.