تعد مكامير الفحم المنتشرة فى طول البلاد وعرضها إحدى المشكلات البيئية المزمنة، باعتبارها أحد الأسباب الرئيسية للتلوث البيئى الناتج عن حرق الخشب أو المخلفات الزراعية المختلفة لإنتاج الفحم النباتى فى درجات حرارة تصل لنحو 550 درجة مئوية، مما يتسبب فى انبعاث الغازات السامة الضارة بالبيئة وصحة الإنسان.
وفى سبيل القضاء نهائيا على هذا الخطر الداهم، بدأت وزارة البيئة إجراءات توفيق أوضاع مكامير الفحم النباتى، وأوضح التقرير الصادر الخاص بتوفيق الأوضاع أن أسباب خطورة المشكلة تتمثل فى استخدام الطرق التقليدية لصناعة الفحم وما يستتبعها من مشكلات بيئية وصحية مما يمثل خطرا على صحة السكان بالقرى القريبة من المكامير، التى بدورها تمددت وجارت على الأراضى الزراعية بحيث أصبحت ملاصقة لها، بالإضافة إلى عدم اندماج هذه الصناعة فى منظومة الاقتصاد الرسمى للدولة, كما أنها تعمل دون ترخيص.
وعن خطة وزارة البيئة لتطوير منظومة إنتاج الفحم النباتى باستخدام تكنولوجيا مستدامة، يقول الدكتور محمد صلاح الرئيس التنفيذى لجهاز شئون البيئة ، إنه من منطلق رؤية مصر فى استراتيجية التنمية المستدامة 2030 بأن يكون البعد البيئى محورا أساسيا قامت الوزارة بوضع خطة تستهدف القضاء على عمليات الحرق المكشوف وتقليل الانبعاثات من خلال الانتقال إلى مرحلة إنتاج الفحم النباتى باستخدام تكنولوجيا نظيفة مستدامة صديقة للبيئة وتشجيع المنتجين المحليين لاستخدام الأفران المطورة، موضحا أن ذلك سيؤدى إلى توفير فرص عمل، وإدراج العاملين بهذه الصناعة داخل منظومة الاقتصاد الرسمى.
وأشار الرئيس التنفيذى لجهاز شئون البيئة إلى أن استخدام التكنولوجيا النظيفة سيتم من خلال مرحلتين، الأولى على المدى القصير والمتوسط، وتستهدف تطوير المكامير فى أماكنها مع خفض الانبعاثات الناتجة من خلال استخدام أفران التفحيم المطورة، والأخرى على المدى الطويل وتستهدف نقل المكامير إلى مناطق صناعية بعيدا عن الكتلة السكنية.
وأوضح أن مجلس الوزراء وافق على خطة توفيق أوضاع مكامير الفحم على أن تتولى وزارة البيئة التنسيق مع الوزارات والجهات المعنية، وتشجيع التصنيع المحلى للأفران من خلال الحصول على قروض من جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
كما صدر قرار آخر بعدم تصدير منتجات الفحم النباتى إلا بعد حصولها على شهادة التوافق البيئي.
وأشار د.صلاح إلي أنه من خلال متابعة فروع جهاز شئون البيئة بالمحافظات تبين أنه تم الانتهاء من توفيق أوضاع 55 نموذجا مطورا تم الانتهاء من تركيبها وتشغيلها والإنتاج الفعلى منها، بالإضافة إلى 6 مصانع لإنتاج الفحم النباتى المضغوط, وجار استكمال باقى خطط توفيق الأوضاع حتى تمام الانتهاء منها وفقا للموافقات الصادرة من المحافظات المختلفة.
