بحث وزير الكهرباء والطاقة، الدكتور محمد شاكر، بالأمس، ورئيس منظمة الربط الكهربائي العالمي، ليو زهينيا، الخطوات المصرية لبناء شبكة كهرباء عالمية باعتبار مصر دولة محورية في مشروعات الربط بين القارات الثلاثة.

وأشاد رئيس المنظمة العالمية، بالجهود المصرية للربط الكهربائي بين جنوب المتوسط، وشماله، وبين الدول الأفريقية وبعضها البعض، ودول المشرق والمغرب العربي والخليج، مؤكدًا أن شبكات كهرباء دول العالم ستكون شبكة واحدة متصلة خلال الثلاثين عامًا المقبلة، وسيكون لعدد من الدول الدور المحوري فيها، ومن بين هذه الدول مصر التي ستكون المركز الإقليمي للطاقة في القارة والإفريقية، والشرق الأوسط، والدول العربية، نظرًا لموقعها المحوري.

وأوضح ليو زهينيا، في تصريحاتٍ له، اليوم الإثنين، أن تحقيق التعاون الإقليمي في مجال الطاقة الكهربائية، سيكون له المردود الإيجابي على استخدام الموارد الطبيعية المتنوعة للطاقة بشكل أمثل وتحقيق تنمية إقليمية مستدامة تعتمد على تكامل سياسات الدول لحاضر ومستقبل الطاقة، مشيرًا إلى دور مصر لتعزيز مشروعات الربط الكهربائي لأمن الطاقة وزيادة استخدام الطاقة المتجددة على المدى المتوسط والطويل.

فيما استعرض شاكر الجهود المصرية لتنفيذ مشروعات الربط الاقليمية والدولية حيث تشارك مصر بفاعلية في جميع مشروعات الربط الكهربائي الإقليمية وترتبط كهربائيًا مع دول الجوار شرقًا (مع الأردن) وغربًا (مع ليبيا)، وجنوبا تم الانتهاء من خط الربط الكهربائى مع السودان وتم توقيع مذكرة تفاهم للربط الكهربائي شمالًا مع قبرص واليونان فى قارة أوروبا.

وأشار إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب تشريعات خاصة بما يحقق المرونة ويمكن مصر ان تصبح مركزا اقليميا لعبور الطاقات الكهربائية المنتجة منها ومن افريقيا ودول المشرق والمغرب العربى الى اوربا وان مصر خطت خطوات هامة لإصلاح البنية التشريعية لقطاع الكهرباء وتهيئة المناخ لتشجيع الاسثمار والإستفادة من الإمكانيات الهائلة من الطاقة المتجددة من أهمها إصدار القانون رقم 203 لسنة 2014 لتحفيز الاستثمار.

واضاف: "تتعاون مصر مع منظمة الربط الكهربائى العالمى والوكالة الدولية للطاقة المتجددة وغيرها وقد وقع قطاع الكهرباء مذكرة تفاهم واتفاقية تعاون مع المنظمة الدولية لتطوير مشروعات الربط الكهربائي للتعاون في عدد من المجالات من بينها إجراء البحوث حول استراتيجية الطاقة فى مصر، وتعزيز تنمية استخدام الطاقات المتجددة وتكامل الشبكات الكهربائية، والتشاور الفني لتطبيقات الشبكات الذكية، ويتوافق مشروع الربط الكهربائى الدولى مع رؤية الدولة المصرية لجعل مصر مركزًا إقليميًا للطاقة".

وأكد أن مصر تمتلك شبكة كهربائية عملاقة، هي الاكثر اتساعًا في المنطقة، ومن اكبر الشبكات التي تمتلك قدرات توليد تؤهلها لان تقوم بالدور الاستراتيجى فى مشروعات الربط وتبادل الطاقات بين دول العالم، الى جانب ما تمتلكه من مؤهلات علمية ومراكز بحوث وكوادر بشرية وغيرها، وان قدرات الشبكة ستصل الى حوالى 70 الف ميجا وات، وبها قدرات احتياطية وفائضة تقدر بأكثر من 25% توفر متطلبات الدول المرتبطة بالشبكة المصرية حاليا فى المشرق والمغرب العربى والدول الجارى الارتباط معها فى افريقيا خاصة دول الجوار.

من ناحيته، قال المهندس جابر الدسوقى، رئيس القابضة للكهرباء، إنه يتم حاليًا استكمال مشروع الربط الكهربائي المشترك مع السعودية من خلال خطوط للربط الكهربائي بنظام التيار المستمر قدرة 3000 ميجاوات، وبإتمام هذا المشروع تكون أكثر من 95% من قدرات الكهرباء العربية، ارتبطت فى شبكة واحدة، تمتد من دول الخليج الى شمال افريقيا الى المشرق العربى، وتكون مصر محورا لها، متابعًا أنه تم الاتفاق مع الأردن على زيادة القدرات الكهربائية المتبادلة بينهما لتصل الى 3 آلاف ميجا وات ووضع اليات للتنفيذ وتحديد جدول زمنى لذلك وبحث امكانية اقامة خط اخر للربط بين البلدين لتحقيق الاستفادة الاقتصادية.