عاجل

الدعوة السلفية تهنئ الأمة الإسلامية بعيد الأضحي المبارك

الدعوة السلفية

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛


أعيادنا أهل الإسلام طاعة وعبودية لله...


نصلي العيد ثم نذبح الأضاحي امتثالًا لقول الله -تعالى-: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ . فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ . إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) (الكوثر).


فأعطى الله النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، ومعه أمته الكوثر، وهو نهر في الجنة، ومنه ينبع حوضه -صلى الله عليه وسلم-.


وأَمَره بشكر هذه النعمة، وشكر النعم يكون أول ما يكون بإخلاص العبادة لله -عز وجل-، وخص مِن العبادات: "الصلاة والذبح"، فقال -سبحانه وتعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)؛ وهذا مصداقًا لقوله -تعالى-: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (الأنعام:162-163).


فالصلاة عبادة لا تُصرف إلا إلى الله -تعالى-، وكذلك الذبح عبادة، فلا يتقرب بالذبح إلا لله -عز وجل-؛ في الأضحية، والهدي، والعقيقة، ونحوها.


وكذلك فيما يُذبح مِن أجل اللحم؛ فلا بد وأن يُذكر عليه اسم الله -عز وجل- كما قال -تعالى-: (وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ) (الأنعام:121).


فليست الصلاة وحدها هي العبادة؛ فالذبح لا يكون إلا لله، والطواف لا يكون إلا حول بيته الحرام، والنذر لا يكون إلا لله -عز وجل-، والحلف لا يكون إلا به -سبحانه وتعالى-، والسفر على وجه التعبد لا يكون إلا للمساجد الثلاثة: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى -رده الله للمسلمين ردًّا جميلًا-.


والتبرك لا يكون إلا بما ثبت في الشرع أنه محل للبركة كماءٍ زمزم.


فيا إخوة الإسلام...


هذا عيدكم...


كبرَّتم فيه لله، وهللتم فيه لله.


وصليتم فيه لله.


وتذبحون فيه لله.


وهكذا ينبغي أن تسير حياة المسلمين؛ لا نعبد إلا الله، ولا نعبده إلا بما أتى به رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأن نتخلق بأخلاق الإسلام.


 نعلم هذا مِن كتاب الله ومِن سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكما فهمها وطبَّقها السلف الصالح مِن الصحابة والتابعين، وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.


وهذا هو الطريق المستقيم الموصل إلى النجاة والشرب مِن حوض رسولنا الكريم، ومِن بعده جنات النعيم، جعلنا الله وإياكم مِن أهلها.


وتقبل الله منا ومنكم، وكل عام وأنتم بخير.