أسرع إلى منزل جاره عقب مشاهدته ألسنة اللهب تتصاعد من داخله بقرية أولاد بهيج بالعسيرات جنوب سوهاج، تسلق إلى سطح المنزل لإخماد النيران، ووقف علي أحد جدران المنزل محاولا عمل منطقة عازلة بين أعواد الذرة لمنع امتداد النيران لباقي أجزاء المنزل والمنازل المجاورة إلا أنه اختل توازنه وسقط وسط النيران المستعرة داخل المنزل، وتم إخراجه جثة هامدة بمعرفة قوات الدفاع المدني.

كان حمدي أبوالسعود، البالغ من العمر ٢٧ عاما "حاصل علي دبلوم تجارة" يجلس مع والدته داخل منزله بقرية أولاد بهيج، سمع حالة من الهرج في الشارع وعندما سأل عن الأمر، علم بأن النيران تشتعل في منزله جاره حسن فهمي، أسرع حمدي، إلى منزل جاره، وكان معظم أهالي القرية قد وصلوا للمنزل.

كانت النيران تنتقل من غرفة لأخرى بالمنزل المشيد بالطوب الأبيض "البلك" ومعروش بأعواد الذرة، لم يقف حمدي مكتوف الأيدي، فكر في إيجاد حل لمنع انتقال النيران إلى باقي المنازل المجاور، وقرر أنه لا بد من عمل منطقة عازلة بين أعواد الذرة التي تتشابك مع بعضها فوق أسطح منازل القرية.

صعد حمدي فوق أحد جدران المنزل المحترق وبدأ في رفع أكوام البوص، لكي يخلق منطقة عازلة، وقبل أن يقترب من تنفيذ فكرته كانت قدمه فوق أحد العروق الخشبية، التي تشتعل بها النيران، لكنه لم ينتبه للأمر فسقط به العرق وسط النيران المشتعلة، ولم يتمكن أحد من أهالي القرية من الوصول إليه من شدة النيران.

قوات الحماية المدنية حضرت للمنطقة وتمكنت من إخماد النيران واستخراج جثة الشاب حمدي متفحمة، وتم نقلها لمشرحة المستشفي المركزي بالعسيرات، وأخطرت النيابة العامة، وصرحت بدفن الجثة لعدم وجود شبهة جنائية في الوفاة.