عاجل

  • الرئيسية
  • تقارير
  • الأردن ثاني أكبر مستضيف للاجئين في العالم بالنسبة لعدد السكان

الأردن ثاني أكبر مستضيف للاجئين في العالم بالنسبة لعدد السكان

 أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن الأردن يعد ثاني أكبر مستضيف للاجئين في العالم بالنسبة إلى عدد السكان، مبينا أن بلاده يستضيف الآن نحو 4ر1 مليون من السوريين أي ما نسبته 20% من مجموع سكانه إضافة إلى مئات الآلاف من اللاجئين مسلمين، ومسيحيين من العراق، واليمن، وليبيا، وغيرها من الدول.

جاء ذلك في مقال كتبه العاهل الأردني ونشرته صحيفة “دير ستاندرد” النمساوية اليوم الأربعاء تزامنا مع زيارة العمل التي يقوم بها إلى فيينا، وزعه الديوان الملكي الهاشمي على وسائل الإعلام بعمان اليوم الأربعاء.

ويقوم الملك عبد الله الثاني حاليا بجولة أوروبية استهلها أمس الثلاثاء بكوسوفو فيما تعد النمسا المحطة الثانية ثم يختتمها بمملكة اسبانيا، وذلك للقاء زعمائها، وكبار المسئولين فيها لبحث سبل تعزيز العلاقات مع بلدانهم إضافة إلى آخر المستجدات الإقليمية.

وقال الملك عبد الله الثاني” إن تقديم الرعاية للمستضعفين، والمظلومين الذين يحتاجون العون بالنسبة لنا كأردنيين هو واجب أخلاقي، وجزء أصيل من هويتنا الوطنية لكن عبء استضافة اللاجئين بات اليوم يضغط بشكل متسارع على مواردنا الوطنية المحدودة أصلا”.

وأشار إلى أن مخيمات اللاجئين السوريين تحتضن 10 % فقط منهم فيما يعيش أكثر من 90 % في المدن، والمجتمعات المحلية الأمر الذي يرهق المدارس، والخدمات الصحية، وموارد المياه الشحيحة أصلا إضافة إلى منافسة الشباب الأردني على فرص العمل المحدودة.

وشدد على أن الآثار المركبة لهذه الأزمة في الأردن، وخارجه تتطلب استجابة واسعة النطاق، وعلى عدة مستويات، قائلا ” حان الوقت لمنطقتينا (الشرق الأوسط وأوروبا) لتجاوز التفكير بأسلوب الفزعة نحو اعتماد نهج مستدام يسهم في إطلاق مبادرات تنموية شاملة، ومتوسطة المدى لا تقتصر على تلبية الاحتياجات العاجلة للاجئين، والبلدان المستضيفة - كالأردن، ولبنان - فحسب بل تستجيب لأعباء هذا اللجوء، وتبعاته لترسيخ الشعور بالثقة، وتعزيز الاستقرار لدينا جميعا”.

وقال” إن الخطوة الأولى، والمفصلية تتمثل في تغطية النقص الحاد في المساعدات الدولية، وتزويد الدول الإقليمية المستضيفة والمُثقلة بالأعباء بحلول مستدامة تحسن فرص هذه الدول في التجارة، والاستثمارات، والتمويل، والمنح الميسرة لرفع كفاءة البنية التحتية في قطاعات الصحة، والمياه، والتعليم”.
وحذر من أن الفشل في تلبية هذه الالتزامات الآنية، والملحة سيرفع من تكاليف معالجتها في المستقبل القريب، وحريٌّ بالعالم ألا يترك بلدا كالأردن، والمشهود له بالاستقرار، والاعتدال، والسجل الحافل بالإصلاحات الاقتصادية، والنمو وحيدا في مواجهة هذا العبء الذي يحمله نيابة عن العالم أجمع، ويستهلك 26 % من ميزانيته السنوية؛ ما يتسبب بارتفاع المديونية في سبيل الوفاء بهذه المسئولية الدولية.

وطالب بضرورة أن تقترن الاستجابة للتحديات الاقتصادية بجهود دبلوماسية حازمة تقود إلى حل للأزمة السورية، فالمباحثات الأخيرة في فيينا مهدت الطريق لمرحلة جديدة من الانخراط الدولي الهادف لجمع كل الأطراف السورية ضمن عملية سياسية تفضي - كما نأمل - إلى مستقبل يسوده الأمل، واحتضان الجميع بعيدا عن الطائفية، ويحفظ وحدة سوريا، واستقلالها..قائلا ” ينبغي علينا البناء على هذه الفرصة لتحقيق نتائج ملموسة”.

وقال ” نعيش اليوم لحظات وظروفا تؤكد أهمية الشراكة بين دولنا في الجوار الأورومتوسطي إذ تجمعنا المصالح ذاتها، ونواجه نفس التحديات فالجرائم الإرهابية البشعة، والجبانة التي ضربت باريس الأسبوع الماضي كما ضربت عاصمتنا عمّان منذ عشر سنوات خلت تؤكّد بكل وضوح أن هؤلاء الإرهابيين لا يستهدفون الأبرياء فقط بل يريدون النيل من قيم العيش المشترك، وجسور الثقة التي تقوم عليها أسس المنعة، والازدهار في منطقتينا”.

وأضاف” لقد باتت الحرب على الإرهاب فعلا حربا عالمية علينا أن نتحد في خوضها كما أن جيراننا الأوروبيين يواجهون اليوم تحدي اللاجئين الذي يعيشه الأردن منذ سنوات عديدة حيث تسببت النزاعات الإقليمية الدائرة، والعنف، واليأس بلجوء الملايين إلى بلدنا الآمن الأردن، وعلى نحو متزايد إلى أوروبا مؤخرا”.

ونبه إلى أن التغلب على هذا التحدي لن يكون أمرا سهلا أو سريعا لكن هذه الحقيقة لا تعني أن العمل الجاد يحتمل التأخير فهناك سلسلة من الإجراءات الفورية الممكنة للتعامل مع أزمة اللاجئين، ومنع تفاقمها.

ودعا إلى ضرورة العمل المشترك لهزيمة الجماعات الإرهابية، والخوارج منها الذين يبثون الكراهية، والخوف على امتداد العالم ، ولابد من أن نخوض هذه الحرب كجبهة واحدة ضد هذا الخطر الذي يهدد إنسانيتنا المشتركة.