أكدت وزارة البيئة أنه فيما يتعلق بإجراءات مواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة أو المعروفة إعلاميا بظاهرة السحابة السوداء الناتجة عن حرق قش الأرز، فقد شهدت مصر في بداية فصل الخريف من كل عام تغيرات في حالة الطقس وتتميز هذه الفترة من فصل الخريف ببطء حركة الرياح نسبيًا وضعف عوامل تشتت الهواء والتي تتزامن مع موسم حصاد الأرز. 

بالإضافة إلى قيام المزارعين بحرق قش الأرز حيث يتسم الطقس في هذه الفترة بسكون الرياح وبالتالي تساعد العوامل الجوية على زيادة تركيز الملوثات بالهواء، واوضحت البيئة، انه من هذا المنطلق فقد وضعت وزارة البيئة وجهازيها التنفيذيين استراتيجية لمواجهة ظاهرة (السحابة السوداء) والتي تقوم على الاستفادة الاقتصادية من المخلفات الزراعية (قش الأرز)، وذلك من خلال قيام الوزارة بتوفير الدعم المادي.

وأوضحت البيئة أنه لتحقيق هذه الأهداف تم وضع خطة عمل متكاملة تم تطبيقها ميدانيا ومن خلال غرف العمليات المشكلة بمحافظات الدلتا وقطاعات وزارة البيئة وتشكيل مجموعات عمل من قطاعات جهاز شئون البيئة وأطقم التفتيش الدوري ولجان مواجهة مصادر التلوث الصناعية الملوثة للهواء ولجان عوادم المركبات ولجان متابعة ومراقبة المقالب العمومية والعشوائية بالأفرع الإقليمية بمحافظات ( القاهرة الكبرى – الغربية – الشرقية – كفر الشيخ – البحيرة – الدقهلية).

واكدت البيئة انه تم تنفيذ خطة لتطبيقات التكنولوجيات الحديثة لأنظمة مراقبة الحرق المكشوف من خلال استخدامات رصد نقاط الحرق بواسطة الأقمار الصناعية على مدار الــ24 ساعة واستخدام أنظمة الإنذار المبكر والمحاكاة للتنبؤ بأحوال الطقس والأماكن الساخنة لفترة 72 ساعة قادمة ومتابعة فرق وأطقم التفتيش الدوري سواء على أعمال مواجهة الحرق المكشوف أو اللجان النوعية وذلك باستخدام أنظمة مراقبة السيارات بواسطة أجهزة التتبع GPS والتي تم تفعيلها على جميع السيارات العاملة في المنظومة وتفعيل خدمة الخط الساخن والموقع الإلكتروني للوزارة على شبكة المعلومات الدولية الإنترنت وكذا تطبيقات المحمول ( الواتس آب، التليجرام، الفيس بوك).

ولدعم المتعهدين في تلك المنظومة، تم توقيع 3 بروتوكولات مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي منها بروتوكول لجمع 350 ألف طن قش الأرز بمحافظات الدلتا يهدف إلى خلق فرص عمل جديدة بإشراك الشباب والمتعهدين في منظومة تجميع كمية تبلغ 350 الف طن من قش الأرز وتحويل القش من مخلف زراعي يتم حرقه إلى سلعة ذات قيمة اقتصادية، بالإضافة إلى قيام الوزارة بدعم هؤلاء المتعهدين بمبلغ 50 جنيها عن الطن الواحد وبحد ادنى 300 طن للموقع الواحد، بروتوكول إدارة المعدات الزراعية المملوكة لوزارة البيئة ويهدف إلى مساعدة المتعهدين والمزارعين من خلال توفير المعدات والآلات الزراعية اللازمة لإدارة المخلفات الزراعية وإعادة استخدامها وبتكلفة إجمالية تتعدى الـ 100 مليون جنيه وبروتوكول تدوير قش الأرز وتحويله إلى كومات أعلاف وكومات سماديه ( المـزارع الصغـير ) ويهدف إلى مساعدة صغار المزارعين من خلال توفير المستلزمات الزراعية وهى ( 200 طن بلاستيك و600 طن يوريا و200 طن من مادة الــ EM ) وبتكلفة مالية قدرها 10 ملايين تقريبًا، وذلك من اجل استخدام المواد السابقة في إعادة تدوير كمية من قش الأرز تبلغ 220 الف طن خلال العام الحالي وبزيادة عن العام الماضي 20 الف طن موزعة على محافظات الدلتا، الأمر الذى أدى إلى انتشار ثقافة تدوير قش الأرز وإعادة استخدامه كعلف حيواني أو سماد عضوي 

أسفرت تلك الجهود في النهاية عن نجاح مميز لموسم السحابة السوداء تمثلت اهم مؤشراته في زيادة عدد مواقع تجميع قش الأرز العاملة خلال العام الحالي 2017 والتي بلغت 491 موقعا ومنها ما يصل فيه كمية التجميع لحوالي الـ ـ1000 طن واكثر مقارنة ب 250 موقعا العام الماضي، زيادة كميات القش التي تم تجميعها سواء عن طريق الدعم المقدم من وزارة البيئة أو عن طريق الأهالي مع اتجاه واضح لتراجع دور الدولة وغلبة دور الأهالي عاكسا نجاح سياسة. 

الحكومة في التخارج من المنظومة، حيث بلغت نسب تجميع المتعهدين عن طريق الدعم المقدم من الوزارة إلى 15% من إجمالي القش الناتج عن الحصاد لهذا العام في حين زاد معدل تجميع الأهالي بناء على بيانات وزارة الزراعة ليصل إلى 64% هذا العام حيث كان 61% العام السابق ليكون إجمالي ما تم رصده من تجميع الأهالي والمتعهدين 79% هذا العام والنسبة المتبقية بين تشوينات لم يتم رصدها وقش تم حرقه، واتضح من بيانات القمر الصناعي انخفاض نسب الحرائق عن العام السابق وهو ما انعكس على انخفاض عدد المحاضر التي تم تحريرها لهذا العام حيث تم هذا العام تحرير 10075 محضر بمحافظات الدلتا وذلك بانخفاض قدره حوالى 17% عن العام الماضي 2016 والذى بلغ عدد المحاضر المحررة فيه 12181 محضرا.

وأشارت البيئة إلى أن كل تلك الإجراءات السابقة تعكس دور أعمال الدعم والتوعية البيئية التي قامت بها وزارة البيئة في خفض معدل الحرق المكشوف للمخلفات الزراعية، كما ارتفعت أيضا عدد حملات التفتيش على المنشآت الصناعية بنسبه زيادة 104% عن العام السابق بجانب ازدياد عدد حملات التوعية بنسبة 136% عن العام السابق، أما مؤشر جودة الهواء فاكد انه رغم سوء العوامل الجوية هذا العام مقارنة بالعام الماضي إلا أن المتوسط العام لتركيزات الجسيمات العالقة لمحطات القاهرة الكبرى هذا العام بلغ 123 ميكروجراما للمتر المكعب مقابل 124 ميكروجرام العام السابق (التركيز المسموح 150 ميكروجراما).