عاجل

مشاجرات الوالدين تصيب الطفل بالتوتر والانعزال

يتأثر الطفل نفسياً بمشاهدته لمشاجرات الوالدين، مما يسبب فى الشعور بالخوف والقلق، وعدم القدرة على مواجهة الواقع، ما يجعله يفضل الانعزال وعدم الاختلاط بالآخرين.

الدكتور محمد هاني، استشارى الصحة النفسية وخبير العلاقات الأسرية، يوضح لـ"اليوم السابع"، أن الطفل الذى لا يشعر بالأمان هو طفل دائم التوتر والقلق وغير قادر على التفاعل مع العالم الخارجى ودائما تبحث عيناه عن والديه وترتبط حالته المزاجية والنفسية بوجودهم من عدمه ودائماً ما يلتفت حوله ولا ينسجم مع الجو المحيط.

وقسم "هانى " أسباب عدم شعور الطفل إلى شقين، أحدهما أن يكون آمنا بين أسرته ويواجه مشكلته مع العالم الخارجى، والآخر أنه لا يجد الأمان داخل الأسرة، متابعا: "لذلك على الأم والأب تحديد السبب بدقة للتعرف على طريقة التعامل معه بشكل صحيح، فإذا كان لا يشعر بالأمان مع أسرته فغالبا يكون الأب والأم هما السبب وذلك لاتباع أسلوب التعنيف المستمر له وإظهار المشاكل بينهم أمامه والصراخ المستمر وإهانة أحدهما للآخر، مما يخزن فى العقل الباطن للطفل كل هذه الأحداث فيشعر دائما بعدم وجود الراحة واستقرار".

أما فى حالة أن يكون الطفل آمنا مع أسرته فتقع المسئولية على الوالدين لتقصيرهم فى محاولات دمجه مع العالم الخارجي، حيث يأتى دور الأم فتعوده على غيابها بشكل تدريجى لمدة ساعتين فى اليوم على الأقل فيكتشف العالم بدونها ويقرر الاعتماد على نفسه للتواصل مع من حوله دون الرجوع إليها، فمثلا قبل أن تقرر أن يذهب الطفل للحضانة أو المدرسة فلابد من التمهيد له وتأهيله نفسيا للأمر قبلها بفترة غير قصيرة عن طريق مشاركته صور المكان الذى سيذهب إليه وأن تحكى له عنه بطريقة تبهره وتحفزه، لأن الطفل يعتقد أنه سيخرج من دائرة الأمان إلى اللا أمان.

وأخيراً نصح هانى أنه فى الحالتين يجب دعم الطفل نفسيا والتوقف عن تعنيفه وعدم إظهار أى مشاكل أسرية بين الأم والأب أمامه واحتوائه وإضافة مواقف جديدة إيجابية إلى ذهنه حتى ينسى المواقف السلبية المخزنة فى عقله مع دمجه مع صداقات عائلية أو خارجية تحت مراقبة الوالدين.